يتبيّـن يوماً بعد يوم أنّ زيارة الرئيس سعد الحريري الى باريس ولقاءه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كانت زيارة ناجحة جداً على صعيد الدعم المعنوي والمادي للبنان… ما يذكرنا بزيارات والده الرئيس الشهيد المرحوم رفيق الحريري الذي وظّف صداقاته الدولية عموماً، وصداقته مع الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك، من أجل المصالح اللبنانية العليا.
والرئيس سعد الحريري يملك شبكة علاقات دولية واسعة تبدأ بالمملكة العربية السعودية وتعبر القارات، وهي أيضاً موظفة في مصلحة الوطن.
وفي معلومات خاصة أنّ الاتصال بالمملكة متواصل، وأنّ اتصالاً شبه يومي بين الرئيس الحريري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأنّ الحريري كان وجّه رسالة الى ولي العهد طالباً منه تخصيص لبنان بمساعدة في لفتة خاصة… وفي أعقاب ذلك تحدّث وزير المال السعودي عن دعم مالي للبنان، وذكر أنّ هذا الدعم يتمثل بشراء سندات خزينة لبنانية، وأيضاً قد يكون وديعة سعودية في مصرف لبنان، تردد أنّ قيمتها مليار دولار أميركي.
إلى ذلك، لقد استطاع الرئيس الحريري الحصول على قرض من الحكومة الفرنسية، بإيعاز من الرئيس ماكرون بقيمة ٤٠٠ مليون دولار على عشر سنوات بفائدة ٢.٥٪ بينما الفائدة في السوق المالية تصل الى ١٣٪، أضف الى ذلك فترة سماح طوال ثلاث سنوات.
ومن أسف أنه في هذا الوقت بالذات، الشركاء في الوطن، وزراء «القوات اللبنانية» يعرقلون المشاريع دائماً بدعوى أنهم وزراء «نظيفون» وهذه مسلّمة لا خلاف حولها، ولكن النظافة لا توصل الى محل إذا لم تكن مقرونة بالعمل الايجابي، علماً أنّ «اتفاق معراب» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية نصّ على حصول على المناصفة في التعيينات المسيحية، ولكن الوزير جبران باسيل يريد أن يستأثر بكل شيء: التعيينات والمشاريع… علماً أنّ هذه النقطة ليست في مصلحة جبران، وتثير تحفظات من الراغبين في التعاون معه كونه ليس أميناً على ما يلتزم به… ذلك أنه ممن يصح فيه القول المأثور: «ما له… له وحده، وما للغير له وللغير معاً»…
في أي حال من المؤسف اننا نهدر الوقت الثمين ونكاد أن نضيع الفرص بسبب الخلافات والمشاحنات وكلّ يبحث عن مصلحته… وأمّا مصلحة الوطن العليا، فماذا عنها؟!.
عوني الكعكي