(❊)
تداخلت الرؤى والمواقف بعد موقف الرئيس سعد الحريري ووصلت الى حدّ ترداد كثيرين انهم يتمنّون لو تسنح لهم الفرصة ويغادروا البلد من دون رجعة.
وبالبناء على المعطيات وتاريخ الاشخاص والازمنة، قد يجد المرء ما يبرر للكثيرين.
فلا قوة السلاح مؤشر على استقرار البلد، ولا المواقف المترددة والعنترية بين الحين والآخر، ولا الارتباطات الاقليمية او المغامرات والتدخل بالسلاح في شؤون الآخرين، مؤشرات على عوامل استقرار.
هذا الواقع يدفع باتجاهين:
الاتجاه الاول: مقاومة هذه الاندفاعات بنفس الاسلوب المتبع من قبل الآخرين والاحتكام الى السلاح واعادة شبح الحرب الاهلية ومناخ القهر والرهان على الخارج والسلاح، وكل ذلك مما خبرناه ونشأنا عليه وضاقت بنا الحياة من انسداد افقه.
والاتجاه الثاني: الحوار.
نعم بكل بساطة.. فالحوار يبقى هو اللغة الوحيدة التي يجب ان تكون سائدة وان نستقوي بها ليس على بعضنا البعض، بل على مصلحة الوطن وعيشنا المشترك.
وعندما ينزع الرئيس سعد الحريري فتائل التفجير من هنا وهناك، هل يؤخذ عليه انه اقدم ام يشكر عليه أنه خاطر بحياته ومستقبله السياسي وثروته؟
قديماً قيل: «اللي بيعرف بيعرف، اللي ما بيعرف بيقول كف عدس».
نعم، نحن اليوم امام حقيقة مرة، فالاقدام والقرار والموقف باتت وجهة نظر، بينما العشوائية ورفع النبرة وركوب الموجات الشعبوية تعتبر جماهيرية وبطولة.
يأتي الرئيس سعد الحريري يفسر ويشرح ويقول ما له وما عليه، ويعلن مواقف تستأهل الكثير من شرب الماء، فتنهال عليه السهام من كل حدب وصوب، تارة بالجبن وطورا بالخيانة،وما بينهما اسوأ، لا سيما ممن عرفوه وخبروه ورافقوا مسيرته.
ان الحياة السياسية كما يعلم الجميع هي فن الممكن، لكن الذين يدركون الواقع الراهن وصعوبة ما نمر به وتواجهه المنطقة ليس بقليل، وقابل الايام سيثبت ان المخاطر كبيرة وان احدا لا يتمكن ان يتكهن ما يحمله غد. وبالتالي فإن مواجهة المرحلة المقبلة بالحد الادنى من التوافق افضل الف مرة من المواجهة بالشرذمة والتفتيت.
كما انها مناسبة للقول إننا خبرنا بعضنا البعض، من دون تمييز، بالمواقف السلبية والانكفاء والانزواء فماذا كانت النتيجة، سوى المزيد من الخسائر على كل الصعد.
انها فرصة جديدة تلقفها الرئيس سعد الحريري ببعد نظره وبصدره، وبالتأكيد ان تياره واهله ومؤيديه لن يتأخروا مرة اخرى في الوقوف الى جانبه مهما تردد الآخرون، علما ان هذه المواقف قد لا تكون محبذة لدى كثيرين وعند جميع القوى التي لا تريد الخير للبنان وشعبه وعيشه المشترك، وما اغتيال الرئيس رفيق الحريري سوى نموذج نتذكره عند كل منعطف سياسي.
(❊ منسق عام تيار «المستقبل» في حاصبيا ومرجعيون.