الخيار الصعب والأزمات
مرّت الأزمة في سلام.
لا أحد يزعم انه رابح.
ولا أحد يعترف بأنه خاسر.
وبعد أسبوعين من الراحة، يعود الارتياح الى الوطن المغلوب على أمره.
هل يعود الرئيس سعد الحريري من تركيا سعيداً؟ وهل يرجع الشيخ سامي الجميّل من روسيا مرتاحاً؟
لا خيارات صائبة، أو صامدة… كلهم يجرّبون خيارات جديدة.
والخيار الوحيد هو ان لبنان باقٍ، منذ سنتين وبضعة أشهر من دون رئيس جديد للجمهورية.
هل نسي السياسيون الموضوع؟
طبعاً: لا.
لكن الأمر غير المتاح، يصبح ترداده نوعاً من الملل، الذي لا يدعو الى الارتياح.
السياسيون في الداخل، ينتظرون اشارة اقليمية أو دولية.
والسياسيون في الخارج، يتوقعون مبادرة لبنانية.
والرئيس التوافقي أو الوفاقي بانتظار معجزة أميركية معقدة بين ترامب وهيلاري.
وحده لبنان باقٍ في لعبة الانتظار.
***
وبين الانهيار والانتظار يواصل اللبنانيون معاناتهم مع الانتخابات الرئاسية.
هل يستيقظون على مفاجأة رئاسية؟
أم ينامون على أمل ظهور ما لم يظهر بعد، في الأجواء؟
هل سقطت نظرية أنا أو لا أحد؟
هل تهاوت ارادة التوافق بين المرشحين؟
هل بات كثيرون يؤمنون بأن الأحداث حبلى بأسماء جدّية لإمكان التوافق عليها، أو لإمكان الاتفاق على المحظور ليصبح معلوماً من الجميع؟
لا أحد يعرف وجهة الحوار أو الاتفاق.
لكن ثمة من بات يؤمن بأن قدر لبنان يكمن في رئيس يبرز في آخر لحظة، أو في قائد معروف وغير منظور.
الانتظار صعب، إلاّ أنّ اللبنانيين تعوّدوا عليه.
قبل ثماني سنوات، كان السفير الأميركي السابق في لبنان، ريتشار مورفي، يعقد خلوة مع مرشح رئاسي معروف.
وقبل ان ينتهي اللقاء بينهما، كان اللبنانيون يتهامسون باسم الرئيس الجديد، لكنه لم ظهر في الأفق، شيء يشير الى الموقع الأول في الدولة.
هل الرئاسة الأولى في لبنان، لم تعد في حوزة الأميركان؟
هل أضحت بين أفكار القوى الاقليمية الجديدة، المعطوفة على الارادة الأميركية؟
أسئلة كثيرة والناس في انشغال دائم، بمن سيكون خليفة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قريباً، أكثر من انشغالها بمن سيكون رئيس جمهورية لبنان.
***
يقول مرجع لبناني، يفضّل البقاء بعيداً من الأضواء الاعلامية والسياسية، ان رئيس جمهورية لبنان، لم يعد مجرد رجل يختاره البرلمان، بل هو رجل مؤهل ليكون حاكماً وحكماً. وهنا تكمن صعوبة الاتفاق عليه، وصعوبة التفاهم حول اسمه.
هل من أجل ذلك، ينأى كثيرون بأنفسهم عن هذه المهمة الصعبة؟
ربما، من هذه الأسباب، كانت خطوة الرئيس فواد شهاب، أواخر الستينات ب العزوف، لأنه وجده أسهل الخيارات في زمان أصعب التفاهمات.
ولعل ايمانه بأن اللبنانيين، قد يقبلون من سواه ما لا يقبلونه منه، الخيار الذي أملى عليه قرار العزوف.