IMLebanon

الرحيل الصعب!

رئيس الجمهورية قريبا في نيويورك وباريس.

رئيس المجلس النيابي همّه على البرلمان، وصوته في آذان السادة النواب وصدره يتّسع لهموم الناس.

والجميع في الهمّ واحد.

لا أحد ضدّ إغفال العالم، لما جرى في البلاد.

ولا أحد يخجل بهموم المواطن، من لقمة الخبز، الى جرعة ماء.

ولا أحد يغمض عينيه عما يجري في البرلمان، أو في الحياة العامة.

في الداخل أصوات نشاز تفتش عن مصير ذابل في زوايا البلاد.

وفي الخارج، يسارع العالم من موسكو الى نيويورك، الى نصرة الوطن قبل أن يغرق.

هل لبنان في الخارج، أقوى من لبنان في الداخل؟

هل لبنان باق، على جدول أعمال الانقاذ من براثن الأزمة العاصفة، في زوايا المحنة الطويلة؟

يقول لبناني بارز، إن على القادة أن يدلّوه على قضية لا تحتاج الى حلّ لتصبح مسيرة الحلّ مقبلة على المعالجة.

العماد عون ذاهب الى باريس بعد نيويورك.

والرئيس بري لا يعرف ما اذا كان عليه، أن يدعو اللبنانيين الى انتخابات عامة، أم يقف متفرجا على جمود الدعوة الى انتخابات فرعية في جبيل أو كسروان.

والرئيس الحريري أمضى يومه في موسكو، بمحادثات صعبة مع الرئيس الروسي بوتين.

الجديد في الأمر، ان اللبنانيين، دفنوا الترويكا.

وهجروا الدويكا.

ولم يعرفوا ولن يعرفوا قصة الحكم، من دون دويكا سورية أو ترويكا عربية.

وحده لبنان لا يعرف إلاّ مستقبل لبنان الخارج من محنة طويلة العمر وقصيرة العهد.

لا أحد يعرف، لماذا يتذكر أصحاب المعالي والسعادة قصة العلاقة بين لبنان وسوريا، في الأيام المعقدة في تفاصيلها والتفاسير!

هل لأن العودة الى مبررات الخلافات تذكي حرارة الرجوع الى الوراء، والبلاد بحاجة الى خطوة الى أمام؟

***

أراد روّاد الحكم، ان يذهبوا الى المستقبل، فوجدوا ان هناك من يريد عودتهم الى الوراء.

عندما قرّر فؤاد شهاب، العزوف عن العودة الى الرئاسة الأولى، برّر خطوته السلبية بأنه لا يريد ان يكرّر الخيبة والفشل أمام التاريخ والناس.

لكنّ المستقبل كان أكبر من ماض سحيق، وأهم من مستقبل جامد.

في أحد الأيام، قال فؤاد شهاب للوزير فواد بطرس، إنه ضد العودة الى ماض سحيق، في دياجير الظلام.

لكن الوزير الحكيم، قال للرئيس الحكم، إن الحكم يقتضي من الرجلين، الانقلاب على ماض يرفضه الناس ولا يستسيغه أحد.

وعندما أزفت ساعة الندم، بادر فؤاد شهاب الى الرحيل عن وطن الآباء والأجداد.