IMLebanon

ابعاد حرب عرسال؟!

 

شكلت العملية العسكرية التي قام بها حزب الله في محيط بلدة عرسال دلالة على ان الحزب لا ينوي دخول عرسال، لكنه لن يبقى  صامتا في حال تطورت الامور الى ما يفهم منه ان الجيش لن يقوم بواجبه العسكري هناك، وهذا ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بصريح العبارة  عصر يوم الجمعة الفائت، فيما كان البعض ينتظر منه صراحة ان عملية الحزب لا بد وان تصل الى حد اسقاط عرسال عسكريا لوضع حد لمزيد من الاخذ والرد السياسيين، ازاء ما كان ولا يزال يوصف بانه خرق مدني فاضح لما يصر الحزب على اعتباره مدخلا الى الانتهاء من مشكلة بمثابة شوكة في خاصرة المناطق الشيعية في بعلبك الهرمل والجوار.

ان الحزب بصريح العبارة ليس متفرجا هناك بين اكثرية شيعية تشكل مدخلا ملحا الى نقاط الحرب الساخنة في سوريا، اضافة الى ان حزب الله قد استفاد من الطيران الحربي السوري في قصف الجانب الشرقي لمنطقة القلمون التي تعتبر مكملة لمنطقة عرسال وجرودها الا اذا كان المعنيون بموضوع عرسال كانوا ينتظرون كل شيء باستثناء السيطرة على جرود  عرسال التي تعتبر نقاطا ساخنة الى جانب المناطق الواقعة في ريف دمشق الشرقي  المكمل لما يوصف بانه الطريق الاساسية الى الساحل السوري الذي يربط دمشق بالمناطق العلوية؟!

ما يهم لبنان في هذا الظرف الدقيق ان لا تتطور الامور الامنية – العسكرية الى اسوأ من كل ما حصل، لاسيما ان حكومتنا تعاني الامرين جراء التباين السائدبين وزرائها، مع العلم ايضا ان ثمة من ينتظر بفارغ الصبر قول حزب الله ان من الافضل الانتهاء من حرب عرسال مهما اختلقت الظروف السياسية، حتى وان كان السيد حسن رفض هذه المقولة باعتبارها مخرجا  غير ملح سياسيا، خشية ان تتطور الامور الى ما يشبه حلقة مفرغة تسمح له بشيء الا تسمح له بالانتقال من الهجوم الى الدفاع وهذا غير مستبعد بحسب ما يجمع المراقبون على توقعه من جانب النصرة وتنظيم داعش!

صحيح ان النصرة قد بينت مواقعها مع داعش على قناة غير متماسكة، لكن هذا لا يكفي لتحويل الانظار باتجاه تشكيل نقاط قوة كما كان متوقعا، وليس العكس، خصوصا ان الحزب دفع بثقله في اتجاه مواقع المسلحين المتقدمة حيث يقال ان هؤلاء قد فوجئوا بهجوم مقاتلي حزب الله من اكثر من اتجاه وبكل الثقل الموقعي والصاروخي الذي لو تأمن للجيش مثله لما تأخر لحظة عن الهجوم على مواقع التكفيريين!

المهم بالنسبة الى ما حصل الى ان الجيش ومع ضرباته المدفعية والصاروخية باتجاه مواقع المسلحين ما اكد في مطلق الاحوال انه قادر على الحركة من غير حاجة الى انتـظار الامرة من غير قيادته، وهذا ما يعول على ما يبدو القوى العسكرية والامنية اللبنانية التحرك من خلاله، وثمة من يأمل بان لا تتطور الامور باتجاه حصول مواجهة بين مقاتلي الحزب والمقاتلين التكفيريين، حيث لا بد عندها من تغيير بروتوكول المعارك والمواجهات اضافة الى ان الجيش اللبناني لن يتأخر عما سيفرض عليه في اية معركة!

صحيح ان تحييد عرسال غاية في حد ذاتها، لكنها تبقى غاية سياسية من ضمن ما هو متعارف عليه بالنسبة الى دخول حزب الله الحرب السورية حيث لكل معركة حساباتها، فيما يبقى الامل بأن لا يزيد حزب الله من ضلوعه في الحرب، كي لا تتطور الامور الى ما هو اسوأ بكثير مما هو حاصل؟!