IMLebanon

ديبلوماسية الرابحين والمنتصر  وسياسة مجلس الأمن

تعدد الرابحون في معركة الرئاسة والمنتصر واحد. الشركاء الأساسيون في الربح، وبينهم من لم ينتخب الرئيس ميشال عون، كثيرو الكلام والأحلام والتركيز على اللبننة. وهم مشغولون بما صار يمكن وضعه على جدول الأعمال لاعادة تكوين السلطة. لكن الأولوية حاليا في الانشغالات هي لضمان الحصص في الحكومة المكلف تأليفها الرئيس سعد الحريري. والمنتصر قليل الكلام، وان كان في بعض العواصم من يسارع الى اعلان النصر بالنيابة عنه. وهو ينظر الى لبنان من خلال رؤية استراتيجية للمنطقة. والأولوية عنده هي للصراع الجيوسياسي في المنطقة والذي مركزه حرب سوريا وحرب العراق وحرب اليمن، والمنخرطون فيه ليسوا فقط قوى محلية وقوى تحارب بالوكالة عن ايران وتركيا والسعودية وقطر وأميركا وروسيا ودول أوروبية بل أيضا القوى الاقليمية والدولية بشكل مباشر.

لكن الانتصارات في لبنان مهمة مستحيلة.

فهي، وان ظهرت ملامحها في الصورة بفعل تبدّل في موازين القوى، محكومة بأن يغلبها تبدّل آخر في موازين القوى والمصالح أو أقله بصعوبة ترجمتها عمليا. ولا أحد يجهل لماذا كشف الحريري من بين ما اتفق عليه مع العماد عون التمسك باتفاق الطائف وتطبيقه وتحييد دولتنا عن الأزمة في سوريا، وهي أزمة نريد حماية بلدنا منها وعزل دولتنا عنها. ولا لماذا اكتفى الرئيس عون في خطاب القسم باشارة عامة الى ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية مع الرغبة في منع انتقال أية شرارة اليه من شرارات الحروب الدائرة حولنا. ولا طبعا لماذا تحدث مجلس الأمن بوضوح كامل عن الموضوع.

ذلك ان مجلس الأمن الذي قدّم التهاني الى الرئيس واللبنانيين وأعاد تذكيرهم بالحكومة والانتخابات النيابية لاستكمال ملء الفراغ، سلّط الأضواء على ما جرى دفعه الى عتمة النسيان وهو النأي بالنفس عن الأزمة السورية بما يتفق مع اعلان بعبدا. وهو ذهب الى أبعد من التعابير المشغولة بدقة عن تحييد الدولة عبر دعوته كل الأطراف الى الامتناع عن أي تورّط في الأزمة السورية.

وهذا ما يصعب ان يحدث. فالواضح ان موسكو ودمشق وطهران تمهد الأجواء سياسيا واعلاميا لمعركة توحيد حلب. وحزب الله صاحب دور مهمّ في معركة حلب كما في معارك غوطة دمشق. لا بل ان السيد حسن نصرالله أعلن ان مقاتلي الحزب لن يعودوا من سوريا إلاّ بعد الانتصار. والرئيس بشار الأسد يقول انه لا تغييرات سياسية في سوريا قبل انتصار الجيش في الحرب.

والانتصار في سوريا كما في لبنان، هو تكرارا، مهمة مستحيلة في حرب محلية واقليمية ودولية وفي أي تسوية سياسية.