يترقّب لبنان سلسلة استحقاقات لا تخلو من الأهمية، بحيث لها انعكاساتها الاقليمية جراء ما يحصل في المنطقة من حروب وتحوّلات ومتغيرات، وبالتالي يبقى لبنان تقول مصادر في تيار المستقبل من اكثر الدول التي تتلقّف هذه الاحداث. وفي طليعة ما ينتظر المنطقة، ومن ضمنها لبنان، قمّة واشنطن التي ستجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاميركي باراك اوباما، اذ تأتي هذه القمة في أصعب وأدق مرحلة اقليمية ودولية، وبالتالي الجميع يترقبها على ضوء حرب اليمن، الى ما يجري في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام، وقد يكون للملف اللبناني دوره او أنه ضمن مباحثات الملك سلمان وأوباما، خصوصا لما للسعودية من موقع ودور تلعبه في هذه المرحلة بالذات على حدّ قول المصادر، اذ تأتي زيارة واشنطن لخادم الحرمين الشريفين، بعد القمة الفرنسية – السعودية في الرياض الاسبوع المنصرم، وفي خضم «عجقة» دولية واقليمية وعربية شهدتها المملكة.
وتشير اليه مصادر ديبلوماسية مطّلعة والتي تنقل معلومات بالغة الأهمية عن اجواء فرنسية مفادها أن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين اذ هنالك مرحلة اتصالات ولقاءات ومشاورات تجري على خط واشنطن – باريس قد تُفضي الى تصوّرات ومخارج للحالة الاقليمية الراهنة وتحديداً حرباً اليمن وسوريا، وتكشف أن روسيا في هذه الأجواء، وان كان موقفها مغايرا للسياستين الأميركية والفرنسية، بمعنى هنالك تباين بين موسكو وكل من واشنطن وباريس حيال هذه الحروب والنظرة اليها من مواقع متباينة ومتباعدة.
ولكن يُنقَل عن مصادر روسية ان حلحلة بدأت تحصل حول مسألة النظام السوري، وهذا ما يشير اليه الموفد الروسي الى المنطقة نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، بمعنى ان روسيا بدأت تأخذ وتعطي حول سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد، ناهيك الى ما تطرّق اليه سفيرها في لبنان أوليغ زابسكين حول ضرورة تطبيق اعلان بعبدا، الأمر الذي أعلنه بوغدانوف خلال زيارته للبنان، ناهيك الى المباحثات التي سيُجريها الرئيس سعد الحريري في موسكو والتي ستتناول الوضع اللبناني بكلّ جوانبه، الى الشأن الاقليمي، ما يعني أن الأسبوعين المقبلين حافلان بالحراك السياسي والدبلوماسي، وعليه يأتي الترقّب اللبناني ليبني على الشيء مقتضاه وتحديداً حول ملفّاته واستحقاقاته السياسية والأمنية والدستورية.
وفي سياق آخر عُلم أن اجواء تواترت لبعض المرجعيات السياسية عن استعدادات او تحضيرات لجهات متعدّدة اقليمية ولبنانية وخصوصاً منها ما يقطن ويتواجد في بعض المخيّمات الفلسطينية، مؤدّاها التوجّه نحو عودة مسلسل العنف الى الداخل اللبناني من اغتيالات سياسية وتفجيرات أمنية، اي هنالك سعي لتفجير الساحة اللبنانية على خلفية ما يجري في القلمون وسوريا بشكل عام واليمن، وهذه المعلومات ليست مجرّد تحليلات واستنتاجات إنما الكثيرون من زعامات سياسية وقيادات أمنية أُبلغوا بضرورة توخّي الحيطة والحذر، حتى ان البعض بدأ يفتّش عن منزل في الخارج لتمديد إقامته هنالك خوف من الأجواء السائدة في البلد والآخذة بالتصعيد التدريجي، لا سيما وان كل التقارير الاستخباراتية والديبلوماسية تؤكّد أن الشهرين المقبلين هما في غاية الأهمية ويحملان معهما الكثير من القلق والمخاوف في المنطقة وتداعياتهما على الداخل اللبناني.
واخيراً، وحيال هذه الأوضاع التي تقضّ مضاجع اللبنانيين، فان المجتمع الدولي على وتيرته السياسية تجاه لبنان، على سعيه لترسيخ الاستقرار ومنع امتداد نار حروب المنطقة الى داخله، وصولاً الى ما تقوم به القوى الأمنية الشرعية من اجراءات وتدابير استثنائية، ولكن تبقى اللعبة مفتوحة على شتّى الاحتمالات في ظروف مفصلية كهذه.