Site icon IMLebanon

تقرير ديبلوماسي سرّي» لباسيل: لرئيس توافقي

ليس جديداً، ان عدم اجتماع الحكومة اليوم يندرج في خانة التجاذبات المحيطة بالخلاف حول تعيين قائد جديد للجيش اللبناني خلفاً للعماد جان قهوجي، اثر اصرار النائب العماد ميشال عون على ضرورة تعيين قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز على رأس المؤسسة العسكرية، في مقابل وجود فريق سياسي ـ حكومي يجد استحالة البت في هذا الأمر، لاعتبارات عدة تبلغها العماد عون من «تيار المستقبل» مباشرة ام من خلال المواقف السياسية ذات الصلة في هذا الموضوع ومنها ان هذا «التعيين» العسكري هو حق لرئيس الجمهورية الجديد الذي سيدخل قصر بعبدا بعد الفراغ الرئاسي الحاصل.

وعليه، فان تكتل التغيير والاصلاح كما بات واضحاً يترجم قراره بعدم المشاركة في اجتماع الحكومة بهدف شل عملها لاعتبار العماد عون ان تيار المستقبل هو المستفيد الأكبر منها. ولذلك، فان خطوة شلها هو الاسلوب الناجع للضغط عليه حتى التسليم بتعيين روكز قائداً للجيش اللبناني.

وفي ظل هذا الواقع من الازمة المفتوحة على شلل حكومي، من المحتمل حسب اوساط محيطة بالعماد عون ان تفرض نتائج التفاهم الدولي ـ الايراني حول الملف النووي حوافز لصالح انتعاش الدور الايران في المنطقة على حساب المحور المقابل، بما من شأنه ان يدفع بقوى 14 آذار و«تيارالمستقبل» للانخراط في طيات هذا التفاهم الذي سيحصل مكاسب لصالح العماد عون تتوزع بين انتخابه رئيساً، وايضاً تعيين روكز قائداً للجيش اللبناني.

ففي منطق هذه الأوساط، انه لم يعد مقبولاً استمرار تجاوز العماد عون مسيحياً وسياسياً، وذلك من خلال عدم التجاوب مع مطلبه بتعيين روكز على رأس المؤسسة وكذلك اقصائه عن قصر بعبدا، لكون سياسة «المستقبل» الاقصائية، تتابع الاوساط، هي التي شكلت انتقاصاً للدور المسيحي وتجاوزا له، حتى ان لقاء الرابية، بين عون والدكتور سمير جعجع يحمل في جوانبه هواجساً مشتركة هدفها تحقيق توازن مسيحي في ظل تجربتيهما مع حلفائهما كل على حدى.

وفي المحور الحكومي المقابل للعماد عون منطلقات مغايرة، عن الواقع الذي هو عليه ويبنى على ضوئه خطة شلله للحكومة، اذ لا يضع «تيار المستقبل» في اولوياته الصدام مع العماد عون، اذ مرحلة طويلة من الحوار بينهما دلت على ان نقاشاً جدياً وتفاهمات مثمرة كانت لمصلحة «التغيير والاصلاح»، وان زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق اليه المرتقبة في المدى القريب لا تندرج فقط في خانة اسلوب المشنوق الحواري، بل ايضاً في عدم تعليق الحوار مع عون لكون البلاد تواجه عدة تحديات مفترض مناقشتها بشكل دوري وصراحة.

ثم ان رهان التكتل على التعديل في موازين القوى الداخلية، على خلفية ازمتي المنطقة وسوريا بنوع خاص، هو امر خاطىء حسب الاوساط الحكومية التي تخالف عون حساباته، اذ ان لبنان بات معزولاً عن الازمات الخارجية، ولم يعد اي فريق ينتعش او يتراجع داخلياً على ضوء تطوراتها، حتى ان المسؤولية الوطنية تفرض ان يعمد تيار «المستقبل» لاستيعاب «حزب الله» اذا ما عاد منهكاً من حربه في سوريا.

لكن في عودة الى ملف تعيين قائد للجيش، تخالف الاوساط الحكومية، اعتبار العماد عون هذا التعيين قراراً مسيحياً حصرياً، وربطه بالواقع الوجودي للمسيحيين، وكأن جان قهوجي ليس مسيحياً، فهو كان مع عون في السابق، تتابع الاوساط، لكن من غير السليم للمسيحيين استعادة خطاب ما قبل العام 1956 وفق لهجة من شأنها ان تستنفر ابناء الطائفة السنية ضد التيار الوطني الحر، كما يحصل حالياً رغم مرحلة التحاور مع تيار المستقبل….

وتسأل الاوساط الحكومية «ألم يتعرض قهوجي لحملات ومواقف من جانب سياسيين في غير الخط السياسي لعون، ومنهم خالد ضاهر ومعين المرعبي… تزامناً مع عدة احداث وبينها مقتل الشيخ احمد عبد الواحد عدا عن احداث عدة… وتضيف الاوساط ان العماد عون يخطئ مع قهوجي…

واذ تستبعد الأوساط ذاتها تعيين روكز قائدا للجيش اللبناني وتؤكد ان التمديد للعماد قهوجي هو الخيار المحسوم، تغالط الاوساط عون من خلال عاملين:

– عامل تكتيكي، يكمن في ان التيار الوطني الحر لم يلجأ الى اي اجراء قانوني او مراجعة دستورية، ابان اتخاذ وزير الدفاع سمير مقبل قراراً بعدم تسريح قائد الجيش، وذلك من خلال اللجوء الى المجلس الدستوري وتعاطى عون مع هذا الامر بقبول واضح، ليثير الموضوع بهذه الحدة مع اقتراب السن التقاعدي للعميد روكز في تشرين الثاني.

لكن هذه الحدية في مرحلة الشلل مضبوطة الأداء، ومؤشراتها مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المنسقة حتما مع «حزب الله».

– عامل استراتيجي، من خلال اعتبار العماد عون بأن عدم تعيين العميد روكز قائدا للجيش، معناه ان المسيحيين في خطر ووجودهم على المحك، دون توقفه امام ظروف وخصوصية وابعاد هذا التعيين في هذا الظرف الحساس، بأبعاده المذهبية، بحيث ان الكلام «الاحباطي» للمسيحيين لا يفيدهم في هذا الظرف، لكون المطلوب منهم ان يكونوا اصحاب مبادرات وادوار في حل الازمات، وليس تحويل ذاتهم الى ازمة… وفق منطق يضعف دورهم في ظل ما يصيب معظم ابناء هذه المنطقة من تهديدات وتحديات.

واستحالة تعيين روكز قائداً للجيش اللبناني، حسب الأوساط، لا يلغي ابدا حق العماد عون في اختيار رئيس الجمهورية المقبل، لتعذر وصوله الى قصر بعبدا، لا سيما ان تقريرا ديبلوماسيا تبلغه سفير لبنان من وزير خارجية احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، ووصل الى وزير الخارحية جبران باسيل مفاده «ان على لبنان ان يسرع في انتخاب رئيس جمهورية «توافقي»، وان العماد عون تبلغ هذا الموقف، لكون الفراغ الرئاسي يضعف الدور المسيحي لكون الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في هذا الشرق ويجب الحفاظ عليه…» ويكشف التقرير عن لقاء سري عقد في كان منذ عدة اسابيع بين مسؤول لبناني رفيع ومسؤول في دولة اقليمية فاعلة ووزير خارجية الدولة الكبرى الذي ابلغ الحاضرين ان الفاتيكان يؤيد هذا الحراك للوصول الى رئيس توافقي حماية للمسيحيين.