7 مراحل لأزمة ديبلوماسية بين باريس وتل أبيب!
تريد اسرائيل توجيه رسالة قوية لفرنسا ولرئيسها إيمانويل ماكرون عبر الأزمة الديبلوماسية المستجدة بين الدولتين. ومفادها أنه لا دور مباشر لكم في حلول الحروب على غزة وعلى لبنان!
رسالة يريد منها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو توجيه إهانة مباشرة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بسبب مواقف ماكرون التي تجلب العار لفرنسا، بحسب نتانياهو!
لا بل إن الرسالة تذهب الى استبعاد لدور الاتحاد الأوروبي والاكتفاء بالمظلة الأميركية، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب الى الرئاسة الأميركية، والتي اعتبرها نتانياهو ضوءاً أخضر له في حروبه، حتى قبل حفل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني المقبل.
تفاعل الأزمة الديبلوماسية، واستدعاء سفير دولة اسرائيل في باريس يأتيان على أثر حادثة إحراج وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو في زيارته الأخيرة للقدس.
وقد جرى خلال الزيارة الاعتداء، وتوقيف (ثم إطلاق) الدركيين الفرنسيين في الكنيسة الإليونية، إحدى الممتلكات الفرنسية الأربعة، التي هي بحماية أمنية فرنسية!
رسالة اسرائيل لفرنسا تأتي نتيجة 7 أحداث متتالية:
1 – رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، في تصريح صريح لجريدة الفيغارو الفرنسية منذ عدة أشهر، وساطة فرنسا «منفردة» في حروب الشرق الأوسط. وهو طلب منها أن تعمل تحت مبادرات الإدارة الأميركية.
2 – تعطيل نتانياهو لمبادرة فرنسا الأممية، التي حظيت بدعم أميركي وعربي ودولي واسع، للوزير، «الجديد» آنذاك، جان نويل بارو لوقف النار مدة 21 يوماً في لبنان لإعطاء مجال للحلول الديبلوماسية.
وعلى الرغم من إعطاء نتانياهو موافقته على المبادرة، قامت اسرائيل في اليوم التالي باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله!
3 – تصريح للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمنع تصدير الأسلحة لاسرائيل، ما اعتبره نتانياهو عارًا على فرنسا.
4 – منع فرنسا اسرائيل من المشاركة في المعرض الدولي للأسلحة في باريس.
5 – تصريح ثانٍ لماكرون لمنع تصدير الأسلحة لاسرائيل.
6 – محادثة هاتفية مؤخراً بين ماكرون ونتانياهو انتهت بشكل سيىء جداً.
وبخاصةً أن نتانياهو طلب من ماكرون اتخاذ موقف واضح يعارض فيه موقف المحكمة الدولية التي أطلقت مذكرة توقيف ضده. وقد طلب ماكرون انتظار موقف جديد للمحكمة لأخذ الموقف الفرنسي، ما اعتبره نتانياهو إهانة له.
7 – حادثة إحراج وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والاعتداء على الشرطيين في الكنيسة، التي هي بحماية فرنسية.
في الشكل، فرنسا، التي تقف بشكل كبير بين العلمنة والإلحاد، ترفض بشكل أساسي الدخول المسلح لأي كنيسة. خاصة إذا كانت حماية الكنيسة تدخل في مجال دورها الأمني.
وللتذكير، فإن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك رفض خلال زيارته سيراً على الأقدام في أحياء القدس العتيقة في 25 تشرين الأول 1996، رفض دخول الكنيسة نفسها (إيليونا) عندما دخلها قبله جنود اسرائيليون بسلاحهم.
وبالتأكيد، فإن القصة اليوم، كما يقول المثل العامي اللبناني: «مش قصة رمانة، قصة قلوب مليانة»!
سنوات ثلاث تبقى من عهد الرئيس ماكرون وسنتان من حكومة نتانياهو، إذا ما صمدت حتى 26 تشرين الأول 2026 المقبل موعد الانتخابات النيابية الاسرائيلية المقبلة.
ولكن العلاقات بين الرجلين لا تبدو قابلة للإصلاح بسبب اختلاف جوهري في النظرة والتطلعات، على الرغم من دعم ماكرون لنتانياهو في الأشهر الأولى التالية لعملية 7 أكتوبر.
فرنسا الرسمية، التي تحاول العودة الى الشرق الأوسط، بالديبلوماسية، وبمبادرات متتالية لم تؤدِ الى تحقيق أهدافها بعد، تجد رفضاً اسرائيلياً قاطعاً لها… حتى إشعار آخر!
* كاتب وخبير في الشؤون الدولية