Site icon IMLebanon

المحاصصة تحتجز التشكيلات وتجمّدها… أقلّه في المدى القريب !

واشنطن «امّ المعارك الديبلوماسية» ونجماها : مصطفى أديب وهادي هاشم !

 

في خضم التجاذبات السياسية، تغرق التشكيلات الديبلوماسية التي يتناتشها كل طرف على ابواب انتخابات لم يعد يفصلنا عنها مبدئيا سوى اسابيع.

 

صحيح ان المعني الاول وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، الذي اكد بان الحكومة الحالية ستنجز التشكيلات، لكن حتى اللحظة كل المعلومات تتقاطع عند خلافات سياسية لا تزال تطيح باي امكانية لانجاز التشكيلات الديبلوماسية قريبا. فهذا الملف لن يحضر بطبيعة الحال على طاولة مجلس الوزراء المنعقد اليوم في السراي، علما ان المعلومات تشير الى ان لقاء جديدا عقد بين بوحبيب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر امس في السراي عشية الجلسة الوزارية، حضر خلاله ملف التشكيلات كطبق اساس، من دون ان يتصاعد الدخان الابيض ايذانا بولادة التعيينات.

 

مصادر موثوقة كشفت بان طريقة ادارة بوحبيب لملف بحجم التشكيلات الديبلوماسية لاقت امتعاضا لدى المعنيين، اذ تشير اوساط سياسية الى ان محاولة الدخول والاستجابة لطلبات فيها محاصصة، لا تعطي صورة ايجابية لوزارة الخارجية اللبنانية في الخارج، لا سيما ان «الخارجية» تعتبر بمثابة « زهرة الادارة اللبنانية «، ومن المعيب ان تذبل هذه الزهرة بايدي السياسيين والمحاصصات لطموحات بعضهم في مناصب بدول القرار.

 

واشارت الاوساط الى ان التشكيلات تنجز بعيدا عن الضجة، لا بل يتفق عليها «عالسكت» من خارج الملاك حفاظا على كرامات الناس، واذا كان هناك من مبادلات بين مختلف العواصم فيتفق على الاشخاص في ما بين المعنيين حصرا!

 

والسؤال المطروح: اين عالقة التشكيلات؟ اوساط كل من المعنينين، اي بعبدا والسراي وعين التينة ترمي كل واحدة التهمة على الاخرى. ففيما حكي عن انها عالقة عند بري – ميقاتي، تحدثت معطيات اخرى عن عودة الاصطدام بين بعبدا وعين التينة الى الواجهة من جديد من باب التشكيلات، في ظل تباين بعثر اسماء السفراء الموارنة والشيعة، الا ان مصادر مطلعة على جو عين التينة نفت كل ما نقل في هذا الاطار، مؤكدة ان الامور «سالكة من جهتها»، ولا خلاف سواء مع بعبدا او الرئيس مقياتي.

 

اكثر من ذلك، يكشف مصدر متابع لجو اللقاءات التي كانت تعقد بين بوحبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بان الاخير كان اكد لبوحبيب انه «ماشي بالصيغة» التي قدمها، الا ان المشكلة في مكان آخر، هذا المكان الآخر هو السراي الحكومي، اذ يتابع المصدر بان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان رفض 4 صيغ كان تقدم بها سابقا بوحبيب بعدما كان يخرج في كل مرة بطلبات جديدة، مفضلا معيار الاقدمية على الكفاءة لدرجة ان وزير الخارجية «مقضّاها صيغة رايحة وصيغة جايي»!

 

ويكشف المصدر، ان ميقاتي اعترض سابقا على الصيغ المقدمة طالبا ابقاء امين عام وزارة الخارجية هاني شميطلي بموقعه، ما لاقى اعتراضا من اطراف اخرى في مقدمها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسل ، كما ان اعتراض ميقاتي شمل بحسب المعلومات تعيين اسماء من خارج الملاك.

 

على الجهة المقابلة، نفت مصادر مقربة من ميقاتي ما يحكى، واكدت ان النقاش لا يزال جاريا والتشكيلات لم تجهز بعد، وصحيح ان ميقاتي لديه مطالب، لكن الاكيد ايضا ان «كل الباقيين كمان بدّون» من بعبدا الى عين التينة، وبالتالي فمن يعرقل التشكيلات ليس ميقاتي وحده انما المحاصصة باكملها.

 

اما في بورصة الاسماء المتداولة ، فآخر المعطيات كانت تحدثت عن اتجاه لان يؤول منصب سفير لبنان لدى الفاتيكان الى امين عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير، مقابل مبادلة بين الطوائف في بعض البعثات، بحيث طرح تعيين سفير سني في واشنطن بدلا من ماروني، وحكيَ عن اسم السفير مصطفى اديب الذي يشغل حاليا منصب سفير في المانيا.

 

الى الاسماء التي لا تزال في اطار الغربلة، انضمت المحاصصة الطائفية والمذهبية، فالمعلومات تشير الى ان ميقاتي حاول اعطاء الاورثوذكس حصة وازنة في التشكيلات، انطلاقا من كون الاورثوذكس عانوا على مر السنوات من حرمان من مناصب عدة، ابرزها بالمواقع الديبلوماسية، وهذا ما كان اتفق عليه مع المطران الياس عودة، ما لاقى اعتراضا مارونيا. اعتراض كاثوليكي برز ايضا على تولي ماروني موقع سفير لبنان لدى الفاتيكان باعتبار ان العرف يقضي بان يتولى هذا المنصب كاثوليكي.

 

وفي هذا السياق، اكدت المعلومات ان فكرة الاستعانة بسفراء من خارج الملاك سقطت نهائيا بعدما توافق عليها الرؤساء الثلاثة. وكشفت المعلومات ان هناك اسماء شيعية كما سنية ومسيحية لم تبت بعد، ويتمثل «الصراع الديبلوماسي» اذا جاز التعبير، بين السفيرين مصطفى اديب وهادي هاشم، ومن خلفهما المرجعية السياسية والطائفية، فيما البلد الذي يعتبر «امّ المعارك» الديبلوماسية هو واشنطن ومعه الامم المتحدة.

 

ففيما ترغب بعبدا بتعيين هادي هاشم سفيرا لدى واشنطن، يطمح ميقاتي الى تعيين مصطفى اديب كي تفرغ المانيا فينقل اليها هاني شميطللي، وكذلك يدور الصراع حول السفير لدى الامم المتحدة.

 

على اي حال، وبانتظار الاتفاق السياسي على التشكيلات، والذي يبدو بحسب ما يؤكد مصدر موثوق مستبعدا في المرحلة الراهنة، فالمصدر نفسه اختصر ما يحصل بالقول: «لا تشكيلات قبل الانتخابات، واذا شي فاما تشكيلات تكون جدا محصورة اي مناقلات ما في»! وهنا تؤكد المعلومات ان التشكيلات جمدت اقله على المدى القريب، فلا توافق رئاسيا يكمل المحاصصة المطلوبة، ولو ان مصادر متابعة للملف جزمت بان الاتصالات ستتكثف «لتحرير التشكيلات»، لكنها نصحت الجميع بمراجعة قراراتهم وطموحاتهم بعواصم القرار!