Site icon IMLebanon

حركة ديبلوماسية «مِن دون بَرَكة»… وتوقع ازدياد الضغوط الدولية على «المعرقلين»

 

يسعى المجتمع الدولي بكل الوسائل المتاحة للضغط على المسؤولين اللبنانيين في محاولة جدية لانتشال لبنان مما ينتظره من أزمات متراكمة، والتي باتت تهدّد بانهياره المُريع، خصوصاً على المستويات الإقتصادية والمالية والمعيشية.

 

وتؤكد مصادر سياسية مواكبة، أن الحراك الديبلوماسي، ولا سيما من المثلّث الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي، مستمرّ من خلال اللقاءات والمشاورات مع المرجعيات السياسية والروحية في لبنان، معطوفة على معلومات عن رفع منسوب التشاور بين واشنطن وباريس، من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة، وإلا ثمة خطوات باتت قريبة من عقوبات أوروبية وأميركية جديدة، في الوقت الذي دخلت فيه بريطانيا أيضاً على الخط بقوة، من خلال تحرّك القائم بالأعمال البريطاني في بيروت مارتن لونغدن، الذي دعا الأطراف اللبنانية كافة إلى تحمّل المسؤولية «وإلا فإن الكارثة آتية».

 

واعتبرت المصادر، أن الموقف البريطاني، يتطابق ويتناغم مع المواقف الأميركية والفرنسية، في وقت أن هناك أجواءً عن مواصلة الدور السعودي من خلال السفير وليد البخاري، حيث علم أنه بصدد إجراء المزيد من اللقاءات والمشاورات، مع الحرص على عدم زجّ المملكة في أي مواقف لا تصدر عن الجهات المعنية، وتحديداً السفارة السعودية في بيروت.

 

وتلفت المصادر السياسية المواكبة، إلى أن مسار تأليف الحكومة العتيدة، لا يزال يدور في حلقة مفرغة، وسط معلومات عن تنامي الخلافات بشكل مريب بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتزامن ذلك كله مع شائعات بأن رئيس الحكومة المكلّف غادر بيروت إلى الخارج.

 

وتكشف المصادر، عن أسبوعين مفصليين قد يبلوران صورة المرحلة المقبلة للبلد، وتحديداً عبر مساعي السفير السعودي والسفيرتين الأميركية والفرنسية، إذ علم أن لقاء اليرزة في مقرّ إقامة السفير البخاري، اتّسم بالدخول في عمق الأزمة اللبنانية، على أن تصدر مواقف قريبة جداً من واشنطن وباريس، سيكون لها وقعها وأهميتها القصوى حول الملف اللبناني، مع حراك موازٍ تقوم به روسيا ومصر والجامعة العربية، وبات جلياً، وفق المصادر، بأن هناك انكبابا وجهدا دوليا وعربيا، يعمل على تسوية كبيرة تشدّد على تحصين اتفاق الطائف، وهذا ما أشار إليه السفير البخاري، ولكن، لا تزال حتى الآن الحلول مستبعدة، وتحديداً لجهة تأليف الحكومة، ولا يخفى في هذا الإطار، عن رابط بين الوضع الداخلي والمعطى الإقليمي من طهران إلى اليمن والعراق، ولكن، في المقابل، ما تسعى الدول المهتمة بالشأن اللبناني، تجنيبه الفوضى العارمة والإنهيار التام، والقلق من اضطرابات أمنية، وانفلات على كل المستويات.

 

وانطلاقاً من كل هذا، تتوقع المصادر ذاتها، مرحلة جديدة من تنامي الضغوط الدولية على كل الأطراف المعرقلة عملية تشكيل الحكومة الجديدة، ولكن من دون اتضاح ملامح هذه المرحلة لجهة احتمال أن تكون إيجابية أو سلبية، حيث أن الأنظار لا تزال تتركّز على مبادرة الرئيس نبيه بري التي عادت إلى التداول.