Site icon IMLebanon

تقارير ديبلوماسية: لبنان على الاجندة الارهابية

تطرح عودة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بلدة القاع فجر أمس، تساؤلاً خطيراً حول احتمال وصول لبنان إلى منعطف صعب تبرز مؤشّراته من خلال التصعيد الإرهابي، الذي يوازي التصعيد الذي تكرّس في الحرب الدولية على تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، كما في العالم كله. وتتحدّث تقارير ديبلوماسية غربية عن جولات من الأخطار والصراعات ما بين القوى التي تحارب إرهاب «داعش» وهذا التنظيم الإرهابي في الساحتين السورية والعراقية، مشيرة إلى أنه كان من المتوقّع حصول تمدّد واختراق لعناصر هذا التنظيم باتجاه المناطق الواقعة على الحدود السورية والعراقية، كما حصل في الأردن الأسبوع الماضي، وفي لبنان بالأمس.

وأضافت هذه التقارير، أن متابعة التطورات العسكرية في سوريا بشكل خاص بالتوازي مع أكثر من تحذير حول استهداف الساحة اللبنانية بأعمال إرهابية، تؤدي إلى توقّع الهجمة على الحدود اللبنانية ـ السورية، وسقوط الشهداء في أربع تفجيرات إنتحارية، وبالتالي قراءة هذه التفجيرات من زاوية استهداف لبنان كله، وليس فقط المنطقة الحدودية، حيث أن سهر أهالي بلدة القاع ورصدهم لأي تحركات مشبوهة يقوم بها هؤلاء الإرهابيون، قد أدّى إلى حصول التفجيرات بشكل شبه متزامن وفي منطقة واحدة. واعتبرت أن تكثيف الضربات ضد «داعش» في سوريا، جعلت من قدرة الردّ لدى هذا التنظيم محدودة، بحيث لجأ إلى التسلّل إلى خارج الأراضي السورية لاستهداف البيئة اللبنانية، وذلك في محاولة لخلق حالة من الإرباك الأمني في لبنان.

من هنا، فإن الخيارات العسكرية التي بدأت تتكرّس أخيراً في الملف السوري، تكشف عن مسار روسي جديد في المنطقة، وذلك في الوقت الذي تنشغل فيه واشنطن، كما العواصم الأوروبية، في استحقاقاتها الداخلية السياسية والإقتصادية. وتحدّثت عن ضغط متزايد للقضاء على تنظيم «داعش» من قبل القيادة الروسية في سوريا، كما من قبل واشنطن في العراق. ويمهّد هذا التطوّر إلى بدء التحضير لمتغيّرات ميدانية ستكون لها انعكاسات مباشرة على الساحة اللبنانية.

وكشفت التقارير الديبلوماسية نفسها، أن لبنان قد بات اليوم على الأجندة الإرهابية التي تستهدف المنطقة، لافتة إلى أن الإجراءات الأمنية المتخذة قد أدّت إلى إفشال أكثر من مخطّط لتخريب الإستقرار الداخلي الذي تنعم به الساحة اللبنانية رغم كل السلبيات والإرباكات السياسية.

وانطلاقاً من هذه المعطيات الجديدة، فإن المرحلة المقبلة ستشهد استنفاراً أمنياً واسع النطاق، للحؤول دون تكرار أي عمليات تسلّل لإرهابيين إلى داخل المناطق اللبنانية، سواء تلك الواقعة على الحدود مع سوريا، أو المناطق البعيدة عنها. وربطت ما بين الواقع الأمني المستجدّ، ومسار الأزمة السورية، حيث توقّعت التقارير نفسها تجميداً للعملية التفاوضية لحساب العمل العسكري، وخصوصاً المواجهة العنيفة الحاصلة في حلب، كونها ستشكّل محور أي مقاربة للحرب السورية من العواصم الغربية، كما الإقليمية. وخلصت إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحديداً للمسار الذي ستسلكه معركة حلب، التي ترتدي أبعاداً إقليمية ودولية بالغة الأهمية.