تبدي مصادر في «تيار المستقبل» قلقها ومخاوفها من انفلات الاوضاع في المنطقة وتحديدا في هضبة الجولان السوري وربما على الحدود السورية – اللبنانية من القلمون الى عرسال، لا سيما ان المعلومات اشارت الى ان التقارير الدبلوماسية في الساعات الماضية اتسمت بالخطورة لناحية ما يخطط من دخول اكثر من طرف على الخط لاشعال حرب قد تكون محدودة وصاعقة او ربما اكثر من ذلك ربطا بعملية القنيطرة وتداعياتها، وصولا الى ما جرى مؤخرا من تبادل للقصف المدفعي في الجولان، وبمعنى آخر ان ما وصل لوزير الداخلية نهاد المشنوق من السفير الاميركي ديفيد هيل امر جدي تضيف المصادر، وهذا ما ترك هواجس كثيرة لدى اللبنانيين ان على صعيد امنهم، اضافة الى ان تحذير واشنطن رعاياها من مخاطر السفر الى لبنان، فهذا بدوره له مردود سلبي على المستويين الاقتصادي والسياحي.
وفي سياق آخر، تلفت المصادر في «تيار المستقبل» مطلعة الى ان قمة الرياض التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاميركي باراك اوباما تعتبر محطة مفصلية لاكثر من سبب ومعطى، فصحيح انها كانت للتعزية، لكنها تخطت ذلك الى عرض مسهب لكل الملفات من الارهاب المتمادي الى اوضاع المنطقة وحيث موقف المملكة واضح ولم يتبدل. وهذه القمة التي عززت الدور السعودي الذي برز جليا من خلال تحول الرياض الى عاصمة كونية للتعازي بالراحل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز، مما يشير الى ان المملكة سيكون لها محطات كثيرة في هذه المرحلة على صعيد ملفات المنطقة من الحرب السورية الى الشأنين اليمني والعراقي، وصولا الى دورها الابرز في دحر ومكافحة الارهاب، تاليا ما يتعلق بانخفاض اسعار النفط وهي التي تعتبر «بيضة القبان» في هذا الاطار ولم تتأثر كما معظم الدول الاخرى.
وتذكر المصادر بالصراحة المطلقة التي فاتحت بها الرياض وواشنطن بشأن الحرب السورية والوضع الفلسطيني والتعنت الاسرائيلي وامور كثيرة سبق وتمت مفاتحة المسؤولين اللبنانيين بها وعبر الاعلام، ما يؤكد ان قمة الرياض بين الملك سلمان والرئيس اوباما ستؤسس لمرحلة جديدة ستظهر نتائجها في المرحلة القادمة المليئة بالتطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية.
ولفتت المصادر الى ان لبنان يبقى من المترقبين للمسارين الاقليمي والدولي والى ما انتجته قمة الرياض بحيث يتبدى بوضوح تام ان انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج الى تقارب اقليمي وتقارب دولي، وفي المقابل الدعم السعودي للبنان وخصوصا للجيش اللبناني له اثره الايجابي في تعزيز دور المؤسسة العسكرية لمواجهة الارهاب، وصولا الى ما سمعه من زار الرياض في الايام القبلة الماضية من حديث سعودي بالغ الاهمية عن لبنان لناحية الحرص على دعمه والوقوف الى جانبه والسعي الى استقراره ورخائه. من هذا المنطلق، ان الدور السعودي سيكون ذا اهمية في هذه المرحلة على ايقاع الحروب المشتعلة في المنطقة، الى الانقسامات السياسية وامور عديدة بحاجة الى «مايسترو» الاعتدال وذلك ستظهر معالمه من خلال سلسلة قمم ولقاءات على اجندة القيادة السعودية في حين ان لبنان يحظى بدعم من الرياض والامر عينه من المجتمع الدولي، ولكن ما يجري في الجولان وعلى الحدود اللبنانية – السورية وفي المنطقة يبقي الساحة اللبنانية على خط الزلازل باعتبارها خصبة لتلقف تداعيات ما يحدث اقليميا وخصوصا تنامي الارهاب وتحول البلد الى صندوق بريد من خلال الرسائل المتبادلة بين بعض المحاور الاقليمية الى التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة.