تترقب اكثر من جهة سياسية كلمة الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري لما تنطوي عليه هذه المرحلة من تحولات ومتغيرات، ما يبقي الانظار شاخصة الى «البيال» التي تستضيف قاعتاها هذه المناسبة. باختصار فان مصادر في «تيار المستقبل» تؤكد ان كلمته ستكون بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، حيث سيضمنها عناوين اساسية ان كان على مستوى الحوار او المستجدات المحلية والاقليمية.
وفي هذا الاطار، تقول المصادر ان الحريري لن يخرج عن النهج الاعتدالي الذي ينتهجه تيار المستقبل وبالمقابل التمسك بالمسلمات والثوابت التي ينادي بها. اما بشأن الاستحقاق الرئاسي، فقد بات واضحا انه متمسك وملتزم بانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وهو الذي سبق ونادى بضرورة ربط التمديد للمجلس النيابي بانتخاب الرئيس، ناهيك الى لقاءاته في روما وباريس مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد في مجالسه مرارا ان الرئيس الحريري كان صادقا معه وملتزما بهذا الاستحقاق وقام بواجبه النيابي والوطني ومن موقعه كزعيم سياسي له دوره وعلاقاته الاقليمية والدولية.
ولكن المصادر تستبعد ان يكون هنالك موقف من الحريري حول الرئاسة من زاوية الحل او مبادرة ما، وهذا ما ينسحب على معظم الزعامات والقيادات السياسية على اعتبار ان الموضوع له من التعقيدات ما يسمن ويغني والامور في مكان آخر. هذا ما ظهّرته جولات الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي المح بما لا يقبل الجدل ان الايرانيين قالوا له الموضوع الرئاسي يخص المسيحيين، ما يعني ان تلك العبارة لها تفسيرات كثيرة.
من هذا المنطلق تؤكد المصادر ان ثمة صعوبة بل استحالة بان يعلن اي زعيم سياسي عن حل ما حول هذا الاستحقاق على اعتبار ان المعطى الاقليمي يقرر ويحسم هذه القضية وهو صاحب الحل والربط. فالحريري قدم ما عنده للبطريرك الراعي، وانما من يتابع ويواكب مصير انتخابات الرئاسة يدرك بما لا يقبل الجدل ان مسألة وصول رئيس الى قصر بعبدا ستأتي في لحظة اقليمية مؤاتية وبغطاء دولي، ولكن متى تحين هذه اللحظة فذلك في علم الغيب على اعتبار، وفق تقارير دبلوماسية امنية وعسكرية، ان المرحلة الحالية مليئة بالصعوبات. فهنالك قضية اليمن غير السعيد حاليا جراء ما يحصل هناك، وصولا الى اشتداد رقعة العمليات الميدانية في سوريا وثمة من يشير الى معارك حاسمة ومستعرة في القلمون والزبداني ودرعا وغيرها، وما يترتب على لبنان من تداعيات جراء هذه التحولات التي ستؤثر الى حد كبير على القضايا السياسية والامنية والاستحقاقات الدستورية وخصوصا رئاسة الجمهورية.
اخيرا، فان المواقف التي تصدر عن هذا الزعيم وذاك او هذه المرجعية وتلك انما تصب في خانة التمنيات والامل المتأتي يكمن بدور وضغوطات الفاتيكان على عواصم القرار لتسهيل انتخاب الرئيس وحتى هذه المساعي الى الان تبقى في اطار الضغط والتمنيات دون ان تؤدي الى النتائج المرجوة.