IMLebanon

تقارير ديبلوماسيّة : الحكومة باقية

هدأت الجبهات السياسية بعد العواصف الاخيرة وخصوصا المرحلة التي سبقت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، حيث ظن البعض ان الحكومة «ستفرط» او ثمة فريق سينسحب منها على غرار ما حصل العام 2006 ابان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولعل المساعي التي سبقت الجلسة ومعظمها كان بعيدا عن الاضواء قد ساهمت في التهدئة.

من هذا المنطلق، تشير اوساط في «تيار المستقبل» الى ان المناخات التي سادت الحكومة السلامية ستستمر على الرغم من كل التباينات والانقسامات لا سيما وقد بات هنالك توازن في المواقف السياسية داخل الحكومة فوزير العدل اشرف ريفي كانت له مداخلات بالجملة في الجلسة الاخيرة ما يعني ليس بوسع اي طرف ان يستأثر بالحكومة ويفعل ما يشاء دون رد او مواقف من الاخرين، كذلك ظهر موقفان يتناغمان مع ما تطرق اليه ريفي من قبل الوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور جراء دفاعهما عن المملكة العربية السعودية واستنكارهما للحملات التي تطاولها، وبالتالي لوحظ ان حزب الله نقل هذه الحملات الى كتلته النيابية.

وعن التهدئة على المسار الحكومي اشارت الاوساط الى ان هذا الامر له جملة اعتبارات واسباب ودوافع بمعنى انه من الصعوبة بمكان اذا فرطت الحكومة تشكيل اخرى لا بل سيغرق البلد في الفوضى العارمة وهذا يدركه الجميع حتى اولئك الذين هاجموا الرئيس تمام سلام، الذي قطع الطريق على منتقديه واكد انه ليس بحاجة الى ان يتشاور مع احد لدى اعلانه عن موقف معين وهو الذي راعى التضامن داخل الحكومة من خلال خطابه في قمة شرم الشيخ.

من هنا تضيف الاوساط ان الفريق الذي حاول اثارة «همروجة» معينة داخل مجلس الوزراء فشل في مهمته. اذ بداية تمسك سلام بموقفه في حين ان الرباعي الوزري من تيار المستقبل والحزب الاشتراكي كان الى جانبه، وفي غضون ذلك، خرج رئيس اللقاء الديموقراطي عن وسطيته وهذا طبيعي بحسب مقربين منه بان ينحاز الى المحور العربي الذي تقوده الرياض على اعتبار ان السياسة الجنبلاطية تاريخيا دائما تسلك الخط العربي من الناصرية الى ما يجري اليوم في اليمن ومن خلال الدور الذي تضطلع به السعودية.

وتعتقد الاوساط المذكورة وفق معلومات مستقاة من جهات غربية وتقارير ديبلوماسية واستخباراتية، بأن الاتجاه الاقليمي والدولي وبمعزل عن حرب اليمن وسوريا والعراق. فان التوجهات تقضي بدعم استقرار لبنان وهذا ما تبدى في مسار التهدئة على الخط الحكومي، وكذلك بالنسبة للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي ورغم الشرخ السياسي الكبير وتحديدا حول حرب اليمن، لم يهتز والجلسة الاخيرة كانت ايجابية بين الطرفين من اجل الاستمرار في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي والسير على خط التهدئة وكل ما يعزز الاستقرار في البلد، مع الاشارة الى ان متابعة الحوار بين «الازرق والاصفر» انما ايضا يحظى بدعم اقليمي ودولي لما للفريقين من ثقل سياسي وعلى اعتبار ان السير به هو ضمانة لتعزيز مناخات التهدئة بشكل عام.