Site icon IMLebanon

الحلّ الدبلوماسي غائب.. وليزا ستفشل كما فشلت كونداليزا في التسويق لشرق أوسط جديد

 

 

«حزب الله» يتجه لتعيين رعد أو السيد نائباً لقاسم ويؤكّد استعادة منظومة الردع عافيتها

 

 

لا أحد يملك جواباً واضحاً حول موعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأن كل المواعيد التي توضع حول ذلك لا سيما موعد إجراء الانتخابات الأميركية في الخامس من الشهر المقبل هي مجرد تحليلات واجتهادات لا أساس منطقي لها، إذ تفيد كل المعطيات ان هذه الحرب التي باتت متفلّتة من كل الضوابط ومفتوحة على كل الاحتمالات ستأخذ مع قابل الأيام المنحى التصعيدي بفعل انسداد أفق الحل الدبلوماسي، لا سيما بعد ان بات واضحا ان زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب لم تحصل على الرغم من ان بعض وسائل الإعلام أشاعت أجواء عن حصولها، لا بل إن ما أعلن في إسرائيل يوحي بما لا يدعو إلى الشك بأن نتنياهو وحكومته يأخذون القرار مسبقا في المضي قدما في هذه الحرب التي هي الآن ما تزال من دون أفق، إذ لم تحقق فيها تل أبيب أي هدف من أهدافها المعلنة، وان ما نشهده من حفلة جنون تدميرية يومية بحق المباني والمنازل في المدن والقرى اللبنانية ما هو إلّا ردّة فعل مجرمة نتيجة الفشل في تحقيق التقدّم الميداني.

وتعكس كل التطورات اليومية أن انتظار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية لحصول شيء ما بعدها مباشرة، هو كمن يركض وراء سراب في صحراء، فهناك ثلاثة أشهر إضافية لكي يتسلم فيها الرئيس الذي سيفوز، كما أن تشكيل الإدارة الجديدة يلزمها بعض الوقت، وهذا يعني أن انتهاء الانتخابات الرئاسية في أميركا لا يعني اقتراب معرفة الخيط الأبيض من الخيط الأسود على مستوى الحرب على لبنان، لا بل إن هذا الأمر يحتاج إلى بضعة أشهر، إلّا في حال طرأ شيء ما في الميدان فرض تغيير الواقع من حال الى حال، في ضوء ما يُحكى عن انفصال في الرأي بين القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب، فوزير الحرب الإسرائيلي يرى أن الميدان لم يحقق بعد أي من الأهداف، وهناك خسائر كبيرة في صفوف الضباط والجنود وحرق الكثير من الدبابات، وهذا الانفصال يعطي مؤشراً على ان بنيامين نتنياهو بات يعاني من فقدان نقطة الخروج من هذه الحرب، وبالتالي فان ذلك سيؤدي الى ضغط كبير من الممكن أن ينهي الحرب، بعد الاخفاقات التي أصابت جيش العدو في الميدان ولجوئه تعويضا عن ذلك الى حفلات الجنون في تدمير المباني والأحياء السكنية وقتل المدنيين بحجة ان ما يقصف هي منشآت تابعة لحزب لله.

 

واللافت في هذا السياق ان العدو الإسرائيلي يقوم قبل أية عملية تدمير الى استعراض إعلامي من خلال الإعلان قبل دقائق عن الهدف الذي يريد تدميره، وللأسف فان وسائل الإعلام تحقق له ما يريد بحيث ترسل فريق عمل يقوم بالتصوير المباشر بغية تحقيق سبق إعلامي بينما الهدف الإسرائيلي الحقيقي والذي يأتي في سياق الحرب النفسية هو جعل اللبنانيين يشاهدون عملية التدمير مباشرة على الهواء لدبّ الرعب في قلوبهم.

وفي اعتقاد مصادر عليمة ان «حزب لله» خسر الى الآن في التكتيك، بينما العدو الإسرائيلي خسر في الأهداف، فالميدان في أفضل حالاته، وان المقاومة حاضرة في الميدان ولديها التجهيزات والتحضيرات التي يجعلاها قادرة على الاستمرار في القتال تحت كل الظروف والدليل على ذلك انها لم تدعو بعد الى التعبئة العامة، بينما الجيش الإسرائيلي غير قادر على التثبيت في أي موقع يدخله.

 

وتقول المصادر: صحيح ان «حزب لله» تعرّض مع بداية الحرب الى عاصفة قوية غير انه لم يتهاوَ وها هو يبحر مجددا الى شاطئ النصر، بدليل انه انتخب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما، ويتوقع أن يعيّن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أو السيد إبراهيم أمين السيد نائبا له، وهذا يعكس الطابع المؤسساتي في الحزب الذي استعادة منظومته الردعية عافيتها، وهو الآن عينه على تدمير الفرق العسكرية التابعة للعدو وليس على وقف اطلاق النار.

وعندما تسأل المصادر عن قول السفيرة الأميركية ليزا جونسون لبعض الشخصيات انتظروا لبنان من دون «حزب لله» تقول: ان ليزا ستفشل كما فشلت كونداليزا (رايس) خلال حرب تموز حيث توقعت قيام الشرق الأوسط الجديد، وإذ بها أمام انقلاب المشهد في الميدان بما أدّى الى الإسراع في الاتفاق على وقف إطلاق النار من خلال الاتفاق 1701.