بدأت الديبلوماسية تتحرك باتجاه حل يوقف الحرب “الاسرائيلية” التدميرية على لبنان، والابادة الجماعية لشعبه، كما فعل العدو الاسرائيلي في غزة، التي وعد بانه سيحوله الى “غزة ثانية”، التي جرت محاولات لوقف الحرب فيها، بتقديم حلول ومبادرات، وصدرت قرارات عن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، تدين الكيان الصهيوني وقادته بارتكاب المجازر، لكن رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تنكّر لكل القرارات ورفض تنفيذها، بل كان يلقى تحذيراً من حلفائه في الحكومة من الاحزاب الدينية، بان حكومته ستسقط اذا اوقف حرب الابادة على غزة ولم يقتلع اهلها منها، لا بل رفض مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، التي قال انها مقترحات من نتنياهو.
فوافقت حركة حماس عليها في ايار الماضي، وتهرب منها العدو الاسرائيلي، الذي استمر في حربه، من اجل تحقيق اهدافه التي لم يحرز منها سوى تدمير غزة، فبقيت المقاومة تقوم بعملياتها، وما زال نحو 132 اسيراً “اسرائيلياً” معها.
وانتقل العدو الاسرائيلي من غزة الى الجبهة الشمالية مع لبنان، ووصفها بانها الثقل العسكري، وفتح الحرب الواسعة على حزب الله فاستهدف نحو خمسة آلاف من عناصره بتفجير اجهزة اتصال يستخدمونها خلال يومين، لينتقل بعدها الى اغتيال قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل مع 16 آخرين، وتبع ذلك بدء حربه من الجنوب، متخطياً قواعد الاشتباك التي كانت قائمة عند الشريط الحدودي الجنوبي، لتصل الغارات “الاسرائيلية” الى كل الجنوب والبقاع وجبل لبنان في الشوف وجبيل وكسروان والضاحية الجنوبية.
هذه الحرب الاسرائيلية الواسعة على حزب الله وبيئته الشعبية، وضع العدو الاسرائيلي هدفاً لها بفك ارتباطها بغزة، ووقف القتال ليعود سكان المستوطنات في شمال فلسطين في الجنوب المحتلة اليها.
هذا الشرط “الاسرائيلي” الذي هو هدف الحرب، سعى اليها قبل ان تتوسع، بابعاد قوات الرضوان الى حدود نهر الليطاني، لكن حزب الله رفض الشرط “الاسرائيلي”، واصر على اسناد غزة، التي ومنذ عام افشل نتنياهو الحل الديبلوماسي لوقف الحرب، وهو ما سيفعله في لبنان، الذي بدأ تحركا ديبلوماسيا لوقف اطلاق النار فيه، في مشهد يشبه ذلك الذي حصل في اثناء الحرب “الاسرائيلية” على لبنان صيف 2006، والذي لم يحقق رئيس حكومة العدو آنذاك ايهود اولمرت هدفه من الحرب، بتدمير صواريخ حزب الله وتسليم سلاحه ووقف اعمال المقاومة، فكان القرار 1701، الذي صدر عن مجلس الامن الدولي في 12 آب 2006، واوقف الاعمال العسكرية، ودعا الى انتشار الجيش اللبناني مع القوات الدولية في منطقة جنوب الليطاني، ولا يكون فيها وجود مسلح.
وفي ظل توسع الحرب على لبنان، التي وصفها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، بانها الاخطر، وقد تؤدي الى تصعيد اقليمي، وهو ليس من مصلحة احد كما قال ماكرون، الذي اجرى اتصالات مع عدد من الدول، بدعوة مجلس الامن الدولي الى الانعقاد، ومهّد لذلك بصدور بيان مشترك عن كل من: اميركا – اوستراليا ـ كندا ـ الاتحاد الاوروبي ـ فرنسا ـ المانيا ـ ايطاليا ـ اليابان ـ السعودية ـ الامارات وقطر، حيث دعت هذه الدول وهي مؤثرة وفاعلة، الى هدنة تمتد الى 28 يوماً في لبنان وغزة، ويبدأ البحث في تنفيذ القرار 1701 في لبنان و2735 في غزة، لوقف التصعيد والوصول الى تسوية ديبلوماسية في لبنان، تسمح للمواطنين بالعودة الى بلداتهم على جانبي الحدود.
وتحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن فتح باب الحل الديبلوماسي، ويقوم بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سافر الى نيويورك والقى كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة، طالب فيها اعضاء المنظمة الدولية، بان يوقفوا الحرب على لبنان، التي لو استمرت ستهدد السلام في المنطقة وربما في العالم.
فالحل الديبلوماسي، ما زال في اول الطريق، وسيكون لفرنسا دور فيه، وسيرسل الرئيس ماكرون موفدا له هو وزير الخارجية الجديد الى لبنان والكيان الصهيوني، لترتيب وقف لاطلاق النار، بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الامن تبحث الوضع الخطر، الذي فرضته القيادة “الاسرائيلية”، التي ومنذ عام وهي تغرق في غزة وتهدد لبنان بغزو بري، سبق لها وقامت به، فكانت المقاومة لها بالمرصاد، وكبدتها خسائر بشرية ومادية وفرضت على الاحتلال الانسحاب.
فلبنان، يعيش الحرب، وينتظر الحل الديبلوماسي الذي يدعو اليه لبنان ايضاً، ويبدأ من غزة بوقف الحرب، فيسلك طريقه الى لبنان، الذي كان ابلغ الموفدين بذلك، وابرزهم الاميركي آموس هوكشتاين.
فماذا في الحل الديبلوماسي الذي يتحدث عنه بري، الذي كان له دور في حرب تموز 2006، وسمي نشاطه بـ “المقاومة الديبلوماسية”، فكان من نتائجها رفض لبنان وضع القرار الدولي تحت الفصل السابع، وهذا كان مطلب اطراف لبنانية، على خصومة مع المقاومة، وكان المعاون السياسي لبري النائب علي حسن الخليل يلازمه في لقاءاته واجتماعاته، ويرسله الى حزب الله منسقاً، حيث يكشف الخليل لـ “الديار” عن حركة ديبلوماسية بدأها الرئيس بري بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي، لوقف الحرب “الاسرائيلية” على لبنان، الذي شارك فيها حزب الله مساندة لغزة، ولاشغال الجيش “الاسرائيلي” عن ابادة شعبها، وهو ما ثبت من خلال عمليات القتل والتدمير الممنهجة التي دانها العالم، وتحركت التظاهرات في كل دولة تصف نتنياهو بالقاتل المجرم والجزار، وتدعم الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الخليل ان الرئيس بري اجرى سلسلة اتصالات دولية، لا سيما مع دول اوروبية، حثها على القيام بدور يوقف الحرب، فلمس منها كل التجاوب ان الامور في خواتيمها، ولكن لا يمكن التفاؤل بان الحل حاصل او بانه سيفشل، وهو متوقف على العدو الاسرائيلي، الذي لا يعير وزنا للقرارات الدولية منذ اغتصابه لفلسطين، وفي لبنان لنا تجربة معه برفضه تنفيذ القرارات الدولية يقول الخليل، الذي اكد على ان وقف الحرب يكون في غزة ولبنان.
فالعدو الاسرائيلي، لا يؤمَن له يقول الخليل، لكن لا بدّ من مواجهته في المحافل الدولية وفضح جرائمه، وان لبنان يتمسك بالقرار 1701، ويطالب مجلس الامن الدولي بان ينفذه العدو الاسرائيلي، الذي اذا اوقف الحرب في غزة، ستتوقف في لبنان، ويبدأ البحث في آلية تنفيذه، وهو ما ابلغه بري للموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين.
فالحل الديبلوماسي بوشر العمل به دولياً وعربياً، والعدو الاسرائيلي قد يبدي ليونة، لكنه لن يوقف عدوانه.