IMLebanon

مصادر ديبلوماسية: التقدّم بقضية ترسيم الحدود مرهون باستمرار الضغط الاميركي على «اسرائيل»

 

مع اصرار لبنان على التمسك برعاية الامم المتحدة لاي محادثات مع العدو الاسرائيلي لحلّ النزاع على ترسيم الحدود البرية والبحرية، عاد مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت ناقلاً «الردّ الاسرائيلي» الى المسؤولين اللبنانيين، وقد زار لهذه الغاية، الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري كما التقى وزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش جوزاف عون.

 

وتقول المعلومات، ان تحديد مبدئي لموعد انطلاق عملية التفاوض حول الترسيم قد يبدأ لتكريس الجدية الاميركية واصرار ادارة الرئيس دونالد ترامب على تحقيق ما يشبه الانجاز في هذا المجال وبصرف النظر عن كل ما يحيط هذه العملية من تعقيدات مرتبطة بالموقف «الاسرائيلي» بشكل خاص.

 

وعليه فان اوساطاً ديبلوماسية مطلعة قالت ان الموقف الاميركي اليوم يختلف بالكامل عما كان عليه في العام الماضي، وان موقف العدو الاسرائيلي لا يزال غامضاً وان كان يتقاطع مع الاتجاه الاميركي الراهن، حيث انه من الصعوبة ان تنجح الولايات المتحدة في اقناع «اسرائيل» بالسير في مفاوضات عادلة لتحديد الحدود البحرية وترسيمها، وبالتالي تؤكد الاوساط انه على واشنطن ممارسة ضغوط فاعلة على «الحكومة الاسرائيلية» من اجل انجاح العملية وليس فقط من خلال المواقف الاعلامية او حتى المفاوضات وذلك انطلاقاً من كل تجارب المفاوضات السابقة والتي فشلت في تحقيق كل مطالب الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه المشروعة في الحصول على وطن ودولة فلسطينية على مدى السنوات الماضية.

 

وتكشف الاوساط الديبلوماسية عن ان السفير ساترفيلد الذي حقق نوعاً من التقدم البطيء في جولته الاخيرة حول موضوع مفاوضات الترسيم، سيبحث مجدداً في بيروت الردود اللبنانية على الاجوبة «الاسرائيلية» التي حملها ساترفيلد نتيجة مجموعة ملاحظات كان قد قدمها له الاسبوع الماضي المسؤولون اللبنانيون من اجل السير قدماً في الاعداد لمفاوضات الترسيم البري والبحري وهي لا تقتصر فقط على شرط التزمن في العملية براً وبحراً، بل تؤكد على حق لبنان في ثروته البحرية وذلك انطلاقاً من تمسك لبنان بكل المساحة والنقاط التي لم يلحظها «خط هوف» سابقاًَ وابرزها النقطة الحدودية التي تصل البحر باليابسة عند رأس الناقورة، والتي تعطي لبنان، وفق الاوساط نفسها، حق الافضلية في النقاش المرتقب حول رسم الخط البحري، وبالتالي تؤمن للبنان كل حقوقه في ثروته النفطية وتسمح بانطلاق استخراج واستثمار هذه الثروة.

 

وفي هذا الاطار، تحدثت الاوساط الديبلوماسية عن مؤشرات ايجابية لجهة امكان لبنان من فرض شروطه حيال عملية الترسيم اولاً وحول ثروته في النفط والغاز ثانياً، لافتة الى ان ما تشهده المنطقة من تطورات دراماتيكية لم يؤثر بطريقة سلبية على الوساطة الاميركية، بل على العكس فقد ضغط الواقع الاقليمي المتوتر على الادارة الاميركية من اجل السعي الى تذليل كل العقبات التي كانت «اسرائيل» تضعها امام اي محاولة لترسيم الحدود بالشكل والطريقة التي حددها لبنان والتي ترتبط بحقوقه المشروعة في ارضه وثروته النفطية.

 

وعلى الرغم من الانحياز الاميركي الى الشروط «الاسرائيلية» في كل المحطات التفاوضية السابقة في المنطقة، فقد اعتبرت الاوساط نفسها ان واشنطن لن تتخلى عن دعم «اسرائيل» في كل مطالبها ولكنها في الوقت نفسه ستضغط على الحكومة «الاسرائيلية» من اجل انطلاق المفاوضات كمرحلة اولية وذلك وفق المقاربة اللبنانية الرسمية، ولكن من دون ان تتضح مسبقاً النتائج في المراحل اللاحقة، ذلك ان الاوساط الديبلوماسية تشدد على ان اي نجاح مرتبط باستمرار الضغط الاميركي على العدو الاسرائيلي في كل مراحل التفاوض.

 

} لقاءات ساترفيلد }

 

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل بعد ظهر امس في قصر بعبدا، وفي حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير ديفيد ساترفيلد، وتداول معه في الاتصالات القائمة حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وذلك في ضوء المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة الاميركية لتوفير المناخات الملائمة لبدء عملية الترسيم. وقد اطلع ساترفيلد الرئيس عون على ما تحقق حتى الان من الاتصالات التي اجراها والتي سوف تستمر خلال الايام المقبلة.

 

كذلك، زار المفاوض الأميركي، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في اطار تحركه بشأن ترسيم الحدود، حيث لا يزال يسجل تقدم بحاجة الى خطوات اخرى في اطار هذه المساعي. وغادر بعد لقاء دام أكثر من ساعة دون الإدلاء بأي تصريح.

 

وفي هذا الإطار، أشارت المعلومات الى تريّث في عين التينة بالقول إن هناك إيجابية والحديث هو أن لبنان يتطلع إلى أن تكون نهاية المسار التفاوضي مع إسرائيل واضحة كما البداية أي ألا يكون هناك ربط بين سلاح «حزب الله» والتلازم في ترسيم الحدود.

 

وقبل ذلك، زار المبعوث الأميركي، السراي حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، وعرض معه آخر التطورات المحلية والإقليمية والأوضاع العامة.

 

وخلال اللقاء ابلغ ساترفيلد الحريري انه مستمر بمهمته للتوصل الى اتفاق لإطلاق محادثات ترسيم الحدود البحرية.

 

وكان ساترفيلد زار قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وتم البحث في المفاوضات حول ملف الترسيم .

 

وفي وقت غادر المسؤول الأميركي «الخارجية» من دون الإدلاء بأي تصريح، أفادت أوساط الخارجية ان ساترفيلد نقل للبنان الجواب الاسرائيلي وفقا للطرح اللبناني الذي تقدم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع المفاوضات في شأن ترسيم الحدود البحرية والبرية. والجو كان ايجابيا ولبنان تبلغ الموقف الاسرائيلي وفقا لطرحه حول هذا الموضوع.

 

والتقى المسؤول الاميركي، قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وجرى البحث في الأوضاع العامة.