Site icon IMLebanon

تحذير ديبلوماسي من عمل أمني إسرائيلي ضد المقاومة

لم ينتهِ تقييم العملية النوعية للمقاومة في مزارع شبعا المحتلة فصولاً، حيث تضخ الأوساط السياسية والديبلوماسية يوميا المزيد من التحليلات حول أبعادها ونتائجها، لبنانيا وإسرائيليا وإقليميا.

وتقول أوساط ديبلوماسية غربية، إنه «بعد العملية الإسرائيلية في القنيطرة، عمدت الولايات المتحدة الأميركية عبر القنوات الديبلوماسية إلى إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الإدارة الأميركية لن تغطي في هذا التوقيت أي حرب لا مع حزب الله ولا مع سوريا ولا مع إيران، وحذّرته من أنها لن تغطي أية حماقة عسكرية، قد تؤدي لاستدراج إسرائيل إلى شن عملية عسكرية واسعة ضد «حزب الله».

واللافت للانتباه أنه بمعزل عن المسرحية الفرنسية لتغطية إسرائيل ديبلوماسيا في مجلس الأمن عبر محاولة إدانة «حزب الله» على خلفية قضية مقتل الجندي الإسباني في «اليونيفيل» بقذيفة إسرائيلية، فإن عددًا من العواصم الأوروبية بعثت برسائل تتضمن الآتي:

ـــ عملية مزارع شبعا لا تشكل خرقًا للقرار الدولي 1701.

ـــ العملية لا تمس «قواعد الاشتباك» لأنها حصلت ضمن أراض لبنانية محتلة، وجاءت ردًّا على عملية عدائية قامت بها إسرائيل.

_ لقد تعمد الإسرائيلي من خلال اعتداء القنيطرة خرق القرار 1701 من خلال الاعتداء على لبنانيين في أراضي دولة مجاورة، وكذلك خرق سيادة سوريا وإسقاط اتفاقية فك الاشــتباك في الجــولان السوري.

ووصل الأمر بأحد الديبلوماسيين الغربيين حد القول «إن عملية حزب الله في مزارع شبعا أكدت، حسب المواثيق الدولية، التمسك بالقرار 1701 ومندرجاته وثبّتت قواعد الاشتباك، لا سيما أن كل تقارير قوات «اليونيفيل» تشير إلى أن إسرائيل، منذ حرب تموز 2006 وإلى يومنا هذا، تخرق قواعد الاشتباك من خلال الخروق اليومية للســـيادة اللبـــنانية وتنـــفيذ عملـــيات الاغتيال، في حين أن «حزب الله» لم يخرق أرض العدو».

وتتدرج قراءة ديبلوماسية لبنانية وصولًا إلى القول إن موقف السيد حسن نصرالله في رثاء شهداء عملية القنيطرة «ثبّت الردع المتوازن. وهذه المعادلة، خلافًا لكل ما هو شائع، تذهب بالمنطقة نحو الهدوء والاســـتقرار وليـــس نحو الحرب، وبالتالي أثبت نصرالله في معادلته هذه أنه رقم صعب في المنطقة».

وتضيف القراءة أن عملية المقاومة النوعية في مزارع شبعا حالت دون قيام إسرائيل بحرب واسعة ضد لبنان، كما أن المحللين الاستراتيجيين داخل المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية يفحصون أبعاد هذه العملية التي أسموها بأنها «عملية وهمية»، فيما أطلق آخرون عليها تسمية «الشبح» لأنهم لم يتمكنوا من معرفة كيف دخل مقاتلو «حزب الله» ورصدوا الرتل العسكري الإسرائيلي ونفذوا العملية، ولا كيف انسحبوا عائدين إلى مراكزهم سالمين.

وثمة تقديرات وفق القراءة نفسها أن «إسرائيل بعد عملية المزارع وخطاب السيد نصرالله، ستكثّف نشاطها الأمني للنيل من ظهر المقاومة»، ومن هنا تبرز أهمية ووجوب التفات بعض الداخل إلى مواقفه ضد المقاومة، لأن إسرائيل تريد الاستثمار على تصعيد المواقف السياسية في الداخل اللبناني، كما أن إسرائيل وبعض المحاور الإقليمية ستزيد دعمها للقوى التكفيرية التي تقاتل النظام السوري وحلفائه. كما سيتم تسريع تدريب عشرات آلاف المقاتلين لإرسالهم، ليس إلى الساحة السورية وحسب، بل أيضا إلى الساحة اللبنانية».

ويلفت المصدر الانتباه الى أن «الهجمة التكفيرية الإرهابية ستتصاعد في الداخل اللبناني في أي بقعة تتمكن من النفاذ اليها، بإيعاز إسرائيلي لتشكيل شوكة في خاصرة المقاومة».