IMLebanon

«اخراج» بري – فرنجيه لن «يحرج» الجنرال

بين بكركي وعين التينة انقلبت المواقف وتبدلت الاجواء، حيث يبدو ان التشكيلة الحكومية باتت قاب قوسين او ادنى للخروج من عنق زجاجة العقبات، بعد حل عقدة «المردة» جزئيا، ورمي الكرة في ملعب القوات اللبنانية، بحسب المتفائلين الذين ضربوا موعدا جديدا لا يتخطى الثلاثة ايام لاعلان التشكيلة، رغم ان الاجواء العونية لا توحي بذلك «لان الايجابية التي يجري الحديث عنها ما زالت دون المطلوب».

فالاتصالات التي دارت دورتها عادت ورست ،حسب مصادر متابعة، على الشكل التالي:

– «الاشغال» للمردة في حال وافق الرئيس ميشال عون الذي ابدى بعض المرونة.

– صحة، نيابة رئاسة حكومة، والاعلام، للقوات التي ابلغت الوفد العوني في معراب رفضها ان تؤول الاشغال للبيك الزغرتاوي، في مقابل وعد حمله موفد المستقبل الى معراب بان لا تكون هناك حكومة دون موافقة القوات.

– «العدل» للحزب التقدمي الاشتراكي، حيث برزت عقدة توزير النائب مروان حمادة المرفوض من قبل حزب الله في هذه الحقيبة.

– «العمل» و«التربية» من حصة «امل» و«الشباب والرياضة» و«الزراعة» من حصة حزب الله.

– مشكلة تعثر تمثيل حلفاء الثامن من آذار، فضلا عن نوعية تمثيل القوات اللبنانية بشكل يحفظ لها دورها وحجمها ولا يزعج القوى الاخرى، وفي هذا الاطار ارتفعت اسهم الحكومة الثلاثينية، المدعومة من الثنائي الشيعي، باعتبارها الحل الوحيد لضمان تمثيل الكتائب والحزب القومي وتيار المردة وحصول قوى 8 على وزير سني، في مقابل اصرار رئيسي الجمهورية والمكلف على صيغة ال 24، باعتبار ان الطرح الاول يفقد رئيس الجمهورية جزءا كبيرا من حرية حركته داخل الحكومة.

معضلات اذا ما حسمت تبقى عقدة وزارة الدفاع التي على العماد عون ان يراعي فيها الظروف الداخلية اي التوازن بين حزب الله والقوات اللبنانية برأي المصادر، فضلا عن اراحة الخارج وبخاصة الطرف الاميركي المهتم بالتشكيلة «العسكرية» المرتقبة، وفي هذا الاطار يجري الحديث عن امكان اسنادها للوزير ميشال فرعون على ان تكون من حصة الكاثوليك بعدما يكون الارثوذكس قد حصلوا على نيابة رئاسة الحكومة، او للوزير يعقوب الصراف في حال تقرر ابقاءها من حصة الاورثوذكس. علما ان مساعدة وزير الخارجية الاميركية  لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون اطمأنت من المسؤولين امس الى مسار العهد الجديد في اطار الالتزامات السابقة القائمة بين البلدين لجهة تطبيق القوانين وتعهدات لبنان السياسية والاقتصادية والمالية لتأكيد استمرار دعم المؤسسة العسكرية في ضوء ترقب وصول دفعة مساعدات تتضمن مروحيات من نوع«سوبر توكانو» مطلع العام، خصوصا في ظل مواقف صدرت بعد انتخاب الرئيس عون عن انتصار محور الممانعة والمقاومة، فضلا عن التعاون المستقبلي، مع لبنان في ظل العهد الجديد في لبنان والادارة الجديدة في الولايات المتحدة اضافة الى ازمة المنطقة والحلول الممكنة من اجل معالجة الاعباء التي يتكبدها لبنان جراء ايواء النازحين السوريين.

وفيما الأنظار شاخصة الى لقاء مرتقب بين ساعة وأخرى يجمع الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف الحريري، إما لبتّ التشكيلة نهائياً وإصدار مراسيم التشكيل او لجوجلة ما قبل أخيرة تعقبها ولادة الحكومة. ثمة من يعول على زيارة وفد الوطني الحر الى بنشعي اليوم آملا في كسر جليد العلاقة بين الطرفين، رغم ان المصادر البرتقالية تؤكد ان الوفد لن يتطرق الى الملف الحكومي ، ذلك انه مكلف حصرا بحث ملف قانون الانتخابات، وهي زيارة تأتي في سياق الزيارات التي باشر بها التيار الوطني الحر على القيادات من اجل التوصل الى صيغة قانون انتخابات نيابية، رغم ان المناخ الذي ساد في اعقاب تصريح فرنجية من الصرح البطريركي اوحى بان طريق بنشعي – الرابية غير سالكة بعد، رغم ان موقفه  من مقر الرئاسة الثانية اوحى  بان الطبخة الحكومية نضجت ما دام رئيس مجلس النواب نبيه بري تنازل لـ «المردة» عن حقيبة «الاشغال»، ليبقى التفاهم على الحقائب الاخرى.

اوساط سياسية متابعة لحركة المشاورات رأت في مواقف فرنجية من عين التينة محاولة من الاستاذ والبيك لوضع الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري امام الامر الواقع وعلى قاعدة «اما التسليم بما اتفقنا عليه او لا حكومة»، وهو وفق ما اكدت الاوساط محاولة لكسر ارادة رئيس الجمهورية، معتبرة ان ما يجري والاخراج الذي خرج به فرنجية امس يشكل انتقاصا و«اهانة» لمقام رئاسة الجمهورية ولشخص الرئيس ،اذ جاء الاعلان بالشكل الذي جاء به ليقول «باننا اتفقنا وعليكم التنفيذ» وان بوابة الحكومة من عين التينة وهو ما يجب ان يرفض مسيحيا من منطلق وطني ، كما رفض سابقا ان يفرض السراي ارادته على الرئيس، وظهر  ان قنوات الاتصال والتشاور مفتوحة على الخطين بين الرابية وعين التينة لردم الهوة التي نشأت اخيرا، حيث يعمل سعاة الخير على تقريب وجهات النظر، ابرزهم رئيس جهاز امني فاعل، وهو ما انعكس في الكلام الاخير للشيخ حسن المصري رئيس المجلس السياسي في حركة امل والايجابية التي حملها تجاه الرئيس عون.امر يعول عليه المراقبون لابصار الحكومة النور في وقت قريب.