IMLebanon

عيب…

من المؤسف ان يتخذ حزب الكتائب موقفا حياديا لا بل متخاذلا بحق المسيحيين في ظل حصول مصالحة تاريخية بين القوات اللبنانية والتيار العوني ادت الى ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية فعدم تلقف الاحزاب والشخصيات المستقلة المسيحية لهذه الفرصة الذهبية هي مأساة بحد ذاتها وانانية وقصر نظر بحق المجتمع المسيحي في لبنان وفي هذا الشرق الملتهب.

اطل علينا الشيخ سامي جميل بمؤتمر ليناقش فيه بنود الاتفاق بين عون وجعجع وليعلن لاحقا اعتراضه على معظم ما جاء في الاتفاق معللا ذلك لوجود نقاط اختلاف كبيرة تحث حزب الكتائب على عدم الانضمام الى هذا الحلف انما الحقيقة هي ان الكتائب ابرمت صفقة تسوية مع الرئيس سعد الحريري مقابل تقديم تعويض ما للكتائب فلا شيء يتفق عليه اذا لم يكن هناك شيء بالمقابل.

وقد يقول قائل: ليس على الجميع الالتحاق بالحلف القواتي-العوني فالاطراف اللبنانية لها الحق بالتمايز عنهم وهذا هو عمل ديمقراطي. لكن هل ما يفعله حزب الكتائب وشخصيات مسيحية مستقلة هو عمل ديمقراطي عندما يستطيع سعد الحريري التأثير عليهم ومطالبتهم بمبايعته مقابل وعود قدمها لهم؟ ما تقوم به بعض الاحزاب والشخصيات المسيحية ليس له صلة بالعمل الديمقراطي وبعيد كل البعد عن حرية ابداء الرأي وتنوع المواقف حول موضوع ما لان ما يجري في الحقيقة هو مساومات وصفقات تضر بالمسيحيين وتضعف فرصتهم لانتزاع حقهم في الشراكة كما تقلل من فرص تعزيز وجودهم في المؤسسات وفي الدولة.

والحال انه عندما نقول انها فرصة ذهبية ونادرة نعني بذلك ان الحلف بين عون وجعجع عزز دور المسيحيين ورفعهم من مرتبة الى مرتبة اعلى وجعل فعالية المسيحيين في اللعبة السياسية اقوى من السابق حيث كانت في الماضي القريب تحاول اطراف خارجية ومحلية اللعب على التناقضات في الصف المسيحي فاذ يتوافق الزعماء المسيحيون الذين كانوا اضدادا ويتحدون من اجل مستقبل افضل للمسيحيين ومن اجل طي صفحة الحرب الاهلية فعليا ونهائيا. بيد ان الدكتور جعجع والعماد عون تخطيا جروح الماضي وتعلما من اخطاء الماضي فايقنوا ان انقسامهم وحروبهم خطفا منهما الدور الريادي فمتى يحين الدور للكتائب للتعلم من الماضي والكف عن المراوغة والمناورة والانانية في المواقف؟ ماذا استخلص حزب الكتائب من الحرب الاهلية كي يتخذ هذا الموقف الرمادي والحيادي في وقت يحتاج المسيحيون الى الانفتاح على بعضهم البعض والى الوحدة التي باتت ضرورية؟ الم يكتف حزب الكتائب وحزب الاحرار بمشاهدة التشرذم المسيحي؟ الم يروا بالعين المجردة الاحباط المسيحي؟ الم يعشه الكتائبيون والاحرار؟

اللوم الاكبر يقع على حزب الكتائب فحزب الاحرار بقيادة دوري شمعون بهت تأثيره وتقلص نفوذه بسبب سياسة دوري شمعون الغير عميقة. فكيف يخدم الكتائبيون المسيحيين بمواقف محبطة لا تعزز موقعهم في الدولة اللبنانية؟ ان المصلحة المسيحية تقضي بان يتوحد المسيحيون وبالاخص زعماءهم ليصبح المسيحيون قوة قادرة على الحسم والقيادة وعلى رفض ما لا يريدونه وفرض ما يتوقون اليه.