Site icon IMLebanon

عيب.. استحوا عَدَمّ الشباب بالجبل

  

أقل ما يقال في الحروب الكلامية المشينة التي انزلق إليها نواب ووزراء التيّار العوني وإصرارهم اليومي على نبش جروح حرب الجبل التي تُعيب كلّ الذين يلجأون إلى أوراقها غير مدركين أنّهم أوراق تُشرّف القوات اللبنانيّة التي لم يجد المسيحيّون في الجبل من يدافع عنهم في تلك الأيام السود سوى الدكتور سمير جعجع وشباب القوات اللبنانيّة بعدما تسبب غيره بـأزّم الأمور ووصولها إلى ما وصلت إليه.

 

ليس مقبولاً نكء الجراح ونبش القبور وتأجيج الشارع من قبل بعض الذين لا محلّ لهم من الإعراب في حرب خيضت طوال خمسة عشر عاماً دفاعاً عن لبنان ولولاها لما بقيَ لبنان، ما يحدث معيب جداً، خصوصاً أنّه جاء لمجرّد ممارسة وزراء القوات اللبنانيّة دورهم في الحكومة في التحفّظ على 40 مليار ليرة لبنانيّة لوزارة المهجرين في ظل الحديث عن موازنة تقشف وسدّ منافذ الهدر وموازنة إصلاح، لماذا فقد الوزراء العونيّون صوابهم ولجأوا إلى أرخص سلاح، سلاح نبش القبور، ويا ليتهم كان لهم دورٌ في حماية المسيحيين في الجبل في تلك الأيام السود العصيبة!!

 

هذه المعارك «الهزليّة» تلحق الضرر بالعهد القوي أولاً، على اعتبار أنّه وصل وجلس في بعبدا وأعلن أنّه «قوي» من هناك بفضل القوات اللبنانيّة وقائدها وقراره التاريخي باتفاق معراب، هذا الإفلاس عند كثير من المحسوبين على التيار الوطني الحرّ وعلى العهد يسيء لتيار عهد لا يجيد إلا الرّدح ونبش عظام الموتى، لا يملكون حجّة ولا وسيلة إقناع. هذا أسلوب العاجز الخاسر الذي لا يجيد الحوار فيلهث وراء تأجيج الحقد والنيران ودفاتر ماضي طواها الزّمان!

 

حرب الجبل انتهت وختم اتفاق الطّائف صفحات كلّ المعارك في الحروب اللبنانية على مدار خمسة عشر عاماً، وجاءت مصالحة الجبل ذلك الإنجاز العظيم الذي أخذ فيه على عاتقه بطريرك لبنان الراحل الكبير غبطة أبينا مار نصرالله بطرس صفير مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فقء عين الاحتلال السوري وإعلان المصالحة الكبرى بين أبناء الجبل فجنّ جنون الاحتلال وكان الردّ على ذلك النهار 7 آب، ومن العجيب كيف تخون الذاكرة بعض وزراء التيار الوطني الحرّ فيخطئون في العبث بجروح عائلات الشهداء وكل الذين سقطوا في تلك الحرب، لأنّهم لا يملكون إجابة واضحة يردّون بها على القوات اللبنانيّة حول كيفيّة صرف هذه الـ40 مليار المأخوذة على اسم المهجرين!

«حلّكن» تمارسوا السياسة لا الاستقواء، «حلّكن» تتعلموا ممارسة السياسة، «حلّكن» تتصرفوا باتزان والإجابة بالأدلة والبراهين لا بالشعبويّة و»الفجور السياسي»!! المشكلة أننا أمام فريق لا يجد في تياره عقلاء «يضبّون» الذين يفلت زمامهم في هكذا مواقف، بل قد يجدون من يصفّق لهم قائلاً «زيدوا» غير مدرك لخطورة التأزيم الذي يلقي بظلّه على البلاد، كأنّ اللبنانيّون تنقصهم حفلات الجنون هذه، باعتبار أنهم يعيشون في ترف إنجازات حققها لهم تيّار العهد القوي خلال هذه السنوات الثلاث!

 

حقيقة، نحن أمام فريق ليس فقط لا يتعلّم من أخطائه، بل لا يعترف بأخطائه أيضاً، بل أمام فريق ينقلب على اتفاقاته وعهوده التي التزم بها ووقع عليها أمام اللبنانيين جميعاً، هذا فريق من المؤسف أنه لا يتمتّع بالحدّ الأدنى من الأخلاق السياسية المتعارف عليها في ممارسته للعمل السياسي، كلّه مباح مهما كان متدنياً وهابطاً وملتصقاً بالحضيض غير المسبوق في السياسة!!

 

من فضلكم أغلقوا هذه الدفاتر المفتوحة، وأوقفوا الرّدح، لو كان هناك شيء من ضمير في هذه البلاد كان على كثيرين أن يشكروا القوات اللبنانيّة ليل نهار لأنها لولا تصدّيها لكلّ الطامعين بلبنان، لما كان لدينا اليوم وطن ولا حكومات تتحاصصون وزاراتها ثغرات المليارات من دون أن تقدّموا كشفاً للشعب اللبناني يوضح أين ستصرف هذه المليارات ولصالح من؟!