Site icon IMLebanon

الخيبة للخليجيين !

حصلت ايران على إتفاق نووي جيد بكل المقاييس : رفعُ العقوبات وعودة المليارات المحجوزة وإستئناف النشاط النووي بعد عشر سنين [هذا اذا توقف فعلاً خلال هذه المدة]، أضف الى هذا ايضاً التهافت الغربي على الثروة النفطية والغازية والاستثمارات، ولكن على ماذا حصل حلفاء اميركا الخليجيون في المقابل؟

لم يحصلوا على شيء سوى الخيبة المتكررة، بداية عندما اكتشفوا انهم مثل الزوج المخدوع حيال المفاوضات السرية بين أميركا وايران التي دارت مدة ثلاثة اعوام في عُمان عقر دارهم كما يقال، من غير ان تطلعهم واشنطن على الأمر ولو من قبيل أصول التحالف ولياقة العلاقات التاريخية، ثم عندما تماهى باراك اوباما مع السياسة الايرانية والروسية حيال الأزمة السورية التي أستولدت “داعش” ووضعت المنطقة كلها وسط أتون صراع مذهبي كريه بين السنّة والشيعة تستفيد منه أميركا والعدو الإسرائيلي!

الآن جاء دور المهدئات والوعود الكاذبة والترهات، التي يحملها جون كيري بعد زميله آشتون كارتر الى السعودية ودول الخليج، والتي لن تتمكن من أن تغير حرفاً من كلام المرشد علي خامنئي، عندما يقول “سواء تمت الموافقة على الإتفاق ام لا، لن نكفّ أبداً عن دعم أصدقائنا في المنطقة وشعوب فلسطين واليمن وسوريا والعراق ولبنان”!

اذاً إبشروا فمن دون المليارات يرتفع منذ اعوام ضجيج العربدة الايرانية في كل الدول التي أشار اليها خامنئي، فكيف الآن بعد الحصول على المليارات وبعد التكالب الغربي على حصة من الاستثمارات المغرية في طهران؟

هل تنامون على حرير النووي أم على حرير التصريحات الأميركية، عندما يصلكم آشتون كارتر رافعاً التهديدات المتكررة والممجوجة عن ان “الخيار العسكري ضد ايران لا يزال قائماً لمنعها من إمتلاك قنبلة نووية”، وان اميركا ستعمل على تعزيز التعاون العسكري مع دول مجلس التعاون الخليجي” في مجالات مكافحة الإرهاب وقوات العمليات الخاصة والأمن البحري والدفاع الصاروخي”؟

أم تنامون على ما يقول جون كيري، عن النقاط التي تضمنها الإتفاق لضمان أمن دول الخليج، وقوله إن التصدي لممارسات ايران وتدخلاتها في عدد من الدول وهي دولة نووية هو أكثر سهولة من فعل ذلك وهي دولة غير نووية، لكأنها كانت ستلقي غداً بهذه القنبلة التي ستصيبها هي ايضاً !

كيري لم يقلّ للخليجيين لا تعتمدوا على أميركا بعد الآن، لكنه قدم لهم ضمناً نصيحة لافتة ومهمة بالقول إن ما تملكونه من موازنات عسكرية يتجاوز مرات موازنة ايران، وانطلاقاً من هذه النقطة فإن في إمكان دول الخليج ان تواجه نشاطات عملاء ايران بطريقة مؤثّرة جداً!

اذاً انسوا أميركا وألقوا ترهات تطميناتها جانباً ولتتذكر دول الخليج القول: ما حكّ جلدك غير ظفرك بالنووي وبغيره!