أثار استهداف إسرائيل أطراف مدينة بعلبك في البقاع الخوف والتساؤلات معاً، فهو الأول من نوعه لجهة المكان خارج حدود الجنوب، وهدف أساسي ضمن أهدافها إذا توسّعت الحرب، لما للمنطقة من إعتبارات شعبية وعسكرية.
يرتبط التصعيد الإسرائيلي حيال لبنان بمجريات المفاوضات الجارية في مصر، والتي تنسحب آثارها السلبية والإيجابية معاً على الساحة اللبنانية، لجهة تكرار إستهداف مناطق لبنانية جديدة خارج قواعد الإشتباك، كما حصل في البقاع الأسبوع الماضي، حيث وجّهت إسرائيل الرسالة الأولى منذ أسبوع في منطقة جغرافية سهلية مكشوفة مصنّفة زراعية، لا يوجد فيها اكتظاظ سكاني، تقع غرب مدينة بعلبك وتبعد عنها حوالى سبعة كيلومترات، الأمر الذي حال دون وقوع ضحايا بين المدنيين، وهو ما أثار الخوف والرعب بينهم إذا ما أعادت الكرّة، ليبقى السؤال عن جهوزية المنطقة عند حصول أي طارئ، وهي قد دفعت أثماناً باهظة على المستويات المادية والبشرية خلال عدوان تموز عام 2006. أنشأت رئاسة مجلس الوزراء غرفاً لإدارة الكوارث في مراكز المحافظات تحاكي الأحداث والمخاطر التي تحدث سواء أكانت طبيعية أم بشرية، ورصدت لها مبالغ مالية لتكون جاهزة عند الضرورة، وإن حضرت في بعض المحطات سواء خلال أزمة كورونا أو السيول التي ضربت البقاع الشمالي، لكنها غابت خلال الغارة الإسرائيلية الأخيرة على بلدتي عدوس وحوش تل صفية، ولم يشاهد أي من المتضررين تواجد فريق عمل الغرفة في بعلبك لتفقّد الأضرار، ومساعدة من يحتاج والمساهمة في إزالة الأنقاض. وذكر مصدر معني لـ»نداء الوطن» أنه «على مستوى ملف إدارة الكوارث في المحافظة لم يكن هناك أي تحرك، وكأن شيئاً لم يحدث، وهو دليل على عدم فاعلية الغرفة التي تموّلها الدولة والمنظمات الدولية، والجميع غاب عن السمع رغم عشرات الاجتماعات التحضيرية التي حصلت، وسيكون لها لقاءٌ أيضاً اليوم أو غداً. أما على مستوى البلديات، خصوصاً التي حصلت الغارة على أراضيها، ولا توجد لديها معدّات، فقد استعانت باتحاد البلديات من أجل ذلك، غير أنّ «حزب الله»، ومنذ اللحظة الأولى للضربة الإسرائيلية، كان أول الحاضرين بمعدّاته وأجهزته، حيث نقل المصابين، ورفع الأنقاض وفتح الطريق، ووضع خطة استباقية رصد فيها موارد بشرية ومادية ومعدّات، ولا يراهن على البلديات عند حدوث أي طارئ، فالجميع عند حصول الضربة أصيب بالفزع، وبعض الموظفين هرب». وأوضح أنّ لجنة كشف الأضرار التابعة لـ»الحزب» عملت على مسح الأرض في اليوم الثاني وتكفّلت بالتعويضات وإصلاح المنازل، إضافة إلى زيارة تفقدية للأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.