IMLebanon

نقاش عن الحوار في «المستقبل»: الجيش و«اليونيفيل» لتحرير جرود عرسال

يتأزم الموقف أكثر فأكثر والهوة تتعمق باستمرار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، في ظل حوار لا يقارب أياً من القضايا الخلافية الجدية بين الجانبين، وهي أكثر من أن تعد، حتى يمكن وصف ذلك الحوار بأنه «حوار طرشان» بات كورقة التوت تحجب عورة الخلاف المستحكم بين الطرفين!

وكأنه كان ينقص تلك الفجوة القائمة بين الجانبين ذلك الموضوع المتفجر المتمثل بأساس الموقف في مقاربة المسلحين التكفيريين في جرود عرسال واقتراب المعركة الفصل التي لا بد منها في تلك المنطقة.

ثمة أسئلة بات على المستقبليين الإجابة عنها بصراحة، تتعلق بالموقف من تلك الجماعات، في سبيل فهم الآلية التي يقترحها هؤلاء لمواجهة أولئك التكفيريين، في ظل اتهامات توجه اليهم بمساندة غير مباشرة للمسلحين في جرود عرسال، مع رفضهم المتواصل لتدخل «حزب الله» في تلك الجرود في إطار مواجهته للخطر المقبل والداهم للمسلحين على لبنان.

يدافع المستقبليون عن موقفهم في مقاربة قضية المسلحين، وهم يؤكدون الخطر الذي يمثله المسلحون على لبنان، وبالفصل بين مقاربتهم هذه ورفض «تورط» «حزب الله» في سوريا باعتبار ذلك توريطا للبنان بالصراع السوري لمصلحة أهداف خارجية.

لكن يتوقف هؤلاء بتخوف أمام الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي شدد فيه على «اننا نشكل لكل اللبنانيين ضمانة إذا انتصر النظام ومن معه في سوريا»، وخاصة اعتباره ان «معركة الجرود في القلمون متواصلة ومستمرة حتى يتمكن الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبي ورجال المقاومة من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية»، من دون ان ينفع تطمينه لهم ان عرسال البلدة ليست ولن تكون هدفا للحزب وقوله ان «أهل عرسال أهلنا وإخوتنا وأحباؤنا وجزء عزيز من شعبنا»، في ظل تأكيده، في المقابل، ان «أهلنا في البقاع وأهلنا في بعلبك الهرمل الشرفاء، عشائرهم وعائلاتهم وقواهم السياسية وكل فرد فيهم، لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع».

هنا يعلن المستقبليون موقفهم صراحة باعتبار «حزب الله» و «داعش» وجهين لعملة واحدة. وهم يشيرون بكثير من الشك الى السهولة التي يحصل فيها «داعش» على مناطق نفوذه في العراق وسوريا. الأمر واضح بالنسبة اليهم: لقد تم كل ذلك بضوء أخضر إيراني. «انه في الواقع تقاطع للمصالح بين إيران وداعش لأسباب مذهبية ولتقديم الطائفة السنية بهذه الصورة السلبية».

لكن، بعيدا عن المفارقة باعتبار «المستقبل» الخطر المقبل من «داعش»، وليس من «جبهة النصرة» أو غيرها من الجماعات المسلحة، فإن «المستقبل» يقارب كلام نصر الله بأن «أولى الضحايا في لبنان سيكون تيار المستقبل وقادته ونوابه»، بمنظار تهديد وجهه نصر الله الى قادة التيار، معطوف على كلام رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي قال في مقابلة مع قناة «الميادين» تعليقا على موقف المستقبليين، بأنه «يمكن فهم الوزير نهاد المشنوق ولو جرى الاختلاف، أما الوزير أشرف ريفي فقد أنشأ دويلته في طرابلس، وآخر من يحق له التحدث عن الدويلة هو وزير العدل، وأحمد الحريري حسابه بعدين لأنه أعلى مستوى من أشرف ريفي».

يشبه «مستقبليون» ما يصدر عن قياديي الحزب، «وخاصة الخطاب التحريضي لنصر الله»، بذلك الذي كان يصدر من قبل أقطاب سياسيين، أخصام لقوى «14 آذار»، قبيل عمليات اغتيال نفذت بحق قيادات منها، مع إلصاقها هذه المرة بـ «داعش».

الى هذه الدرجة يذهب المستقبليون في خشيتهم من «حزب الله». في المقابل، يقدم التيار إجابة عن سؤال «حزب الله» في كيفية مقاربة موضوع جرود عرسال، وإذ يرفض اعتبار الجيش اللبناني عاجزا عن معالجة الوضع، يضيف قياديون فيه رؤيتهم للحل: لتتحمل الحكومة المسؤولية وترسل الجيش بمؤازرة قوات من «اليونيفيل»، في اطار القرار 1701، للقضاء على المسلحين. هذا، مع علمهم ان الحزب لن يقبل بهذا الطرح لعدم التزامه بالقرار 1701، لعدم رغبته بانتشار القوات الدولية على الحدود اللبنانية.

هذه الخشية من «حزب الله» تطرح جدوى الحوار معه على طاولة البحث. وسيطلب «التيار» في الجلسة الأولى المقبلة من الحوار توضيحا لذلك الكلام الصادر عن نصر الله ورعد، أو على اقل تقدير تقديم التوضيح لما صدر، في ظل انتقاد متصاعد في أروقة «المستقبل» لذلك الحوار واسئلة حول جدواه واعتبار الكثيرين في التيار له من دون معنى. ويرى قياديون في التيار ان الحوار لا تتعدى مسؤوليته اليوم لجنة ارتباط بين الجانبين، ويذهب البعض الى اعتبار التيار متضررا من الحوار الجاري لارتداده سلبا على سمعة التيار لسلبياته التي تتخطى منافعه.