IMLebanon

فضّ أسعار مناقصات النفايات اليوم: صفر لمن لم يجد مطمراً

١٧ ائتلافاً لشركات لبنانية وأجنبية تنتظر نتائج العروض التي قدمتها إلى المناقصات، التي أطلقها مجلس الإنماء والإعمار في ست مناطق خدماتية، تشمل مختلف المحافظات اللبنانية، من تقدم للمناقصات؟ وكيف جرت عملية التقويم؟ والسؤال الأهم: أين حددت المطامر؟

في خطوة ترتبط بالاعتصام المفتوح لحملة «طلعت ريحتكم»، أعلن وزير البيئة محمد المشنوق، أمس، أنه بناءً على طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قُدِّم موعد فض عروض المناقصات من مساء غد الثلاثاء إلى بعد ظهر اليوم الاثنين.

احتاجت المناقصات إلى ثلاث دورات لكي تكتمل. الدورة الأولى أُعلنت في ٢٦ أيار الماضي، ونتج منها تقدم ثلاثة ائتلافات إلى مناقصة المنطقة الخدماتية الثانية التي تضم أقضية جبيل وكسروان والمتن.

ثلاثة ائتلافات تتنافس على الفوز بهذه المناقصة هي: ائتلاف شركة بيوتيك المملوكة من نزار يونس، وإندفكو المملوكة من نعمت افرام، وشركة Pizzorno الفرنسية، ائتلاف شركة آراكو المملوكة من جهاد العرب، وشركة Soriko البلغارية، ائتلاف شركة «لافاجيت ــ بتكو، المملوكة من أنطوان أزعور، وشركة خوري المملوكة من داني خوري، وشركة Daneco Impianti الإيطالية.

الدورة الثانية من المناقصات التي أُعلنت في ١٣ تموز الماضي، نتج منها تقدم ١١ ائتلافاً إلى أربع مناطق خدماتية. المنطقة الخدماتية الثالثة، وتضم أقضية الشوف وعاليه وبعبدا. ائتلافان يتنافسان على هذه المنطقة، الأول يضم شركة الجنوب للإعمار المملوكة من رياض الأسعد، وشركة Hera الإسبانية، والائتلاف الثاني يضم شركة الاتحاد للهندسة والتجارة CET المملوكة من كبريـال وميشال الشويري وشركة Vetalia الرومانية.

أما المنطقة الخدماتية الرابعة، التي تضم محافظتي الشمال وعكار، فيتنافس عليها ائتلاف شركة «لافاجيت ــ بتكو، وشركة خوري، وشركة Daneco Impianti الإيطالية، وائتلاف شركة الجهاد، وشركة Soriko البلغارية.

وفي المنطقة الخدماتية الخامسة، التي تضم محافظتي الجنوب والنبطية، تتنافس أربعة ائتلافات هي: ائتلاف شركة الدنش المملوكة من محمد حسن دنش، وشركة لافاجيت ــ بتكو، وشركة Daneco Impianti الإيطالية، ائتلاف شركة الموارد المائية والتنمية Ward المملوكة من شريف وهبي، وشركة التنظيف الكويتية، ائتلاف شركة الجهاد، وشركة Soriko البلغارية، وائتلاف شركة يامن المملوكة من محمد عيراني، وشركة Saterm الفرنسية.

أما المنطقة الخدماتية السادسة، التي تضم محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، فتتنافس عليها ثلاثة ائتلافات هي: ائتلاف شركات حمود للمقاولات، المملوكة من قاسم حمود، شركة الجهاد، وشركة Soriko البلغارية، ائتلاف شركات الموارد المائية والتنمية Ward وشركة التنظيف الكويتية، وائتلاف شركة خوري، وشركةDaneco Impianti الإيطالية.

الدورة الثالثة والأخيرة من المناقصات، التي جرت في ٧ آب الجاري، حسمت هوية الشركات المتقدمة، في المنطقة الخدماتية الأولى التي تضم بيروت والضاحيتين الشمالية والجنوبية. ثلاثة ائتلافات تتنافس على هذه المنطقة، هي: ائتلاف شركة الاتحاد للهندسة والتجارة CET، وشركة الساحل الغربي لخدمات التنظيف (الإماراتية) وشركة Saubermacher النمسوية، ائتلاف شركة الجنوب للإعمار وشركة AMA الإيطالية المسجلة في مصر، ائتلاف شركة لافاجيت ــ بتكو، وشركة Daneco Impianti الإيطالية.

كيف جرت عملية تقويم العروض الفنية لهذه الشركات؟ ترك قرار مجلس الوزراء حرية اختيار تقنية معالجة النفايات، واشترط أن تجري معالجة ٦٠ بالمئة من إجمالي النفايات، وأن يُطمر ٤٠ بالمئة في السنوات الثلاث الأولى، على أن ترتفع نسبة المعالجة إلى ٧٥ بالمئة في السنوات الأربع الباقية للعقد، المزمع توقيعه مع كل شركة، مع إمكانية تجديد العقود ثلاث سنوات إضافية، في ضوء التقدم في إطلاق مناقصات المحارق التي يخطط لها أن تبدأ العمل في غضون عام ٢٠٢٢. وبالاستناد إلى الشرط الأول، ترك قرار مجلس الوزراء للمتعهدين أن يختاروا مواقع المعالجة والطمر، والزمهم أن يقدموا في العروض تعهدات بتوفير الأراضي اللازمة لاستضافة هذه المواقع.

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الاستشاريين الدوليين الذين راجعوا العروض الفنية، رفضوا أن يوقعوا الشرط الذي يلزم المتعهد ببناء معامل المعالجة خلال ستة أشهر، ورأوا أن هذا الشرط تعجيزيّ وغير قابل للتطبيق. في المقابل، أصر مجلس الإنماء والإعمار، على إبقاء هذا الشرط، لأنه ورد في دفتر الشروط، ولا يمكن تعديله!

ووجد الاستشاريون أيضاً أن اشتراط دفتر الشروط إلزامية توفير الأراضي من جانب العارضين، يستدعي إسقاط أي عرض لا يتضمن اقتراح موقع للطمر، ولقد حصل خلاف داخل اللجنة الوزارية بشأن هذه النقطة، بين رأي يقول بضرورة قبول عرض الشركة، التي لم تقترح مطمراً وانتقالها إلى مرحلة فضّ الأسعار، وآخر يطالب باستبعادها، علماً بأنّ اقتراح المطمر من جانب المتعهد لا يعني قبوله من البلدية المعنية ومن المجتمع المحلي. وبالعودة إلى قرار مجلس الوزراء، يتبين أيضاً أن الحكومة وافقت على مساعدة المتعهد من خلال وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار، على إيجاد المطمر المطلوب في حال فشله في هذه المهمة، وهنا تكمن النقطة الأساسية، التي يُتوقع أن تكون رأس جبل الجليد الذي سيسقط على الجميع، ويهدد جميع المناقصات بالفشل. مطمر في كسروان مرفوض! وفي الإقليم أيضاً! وفي الجنوب لم يجرؤ أحد على التسمية، وفي البقاع الخلاف محتدم بين بعلبك وبر الياس. أما بيروت، التي تركت بلا مطمر أساساً، فإن المتعهد الفائز بهذه المناقصة يجب عليه التفاوض مع الفائزين في جبل لبنان لقبول طمر نفايات بيروت والضاحيتين بالتساوي، بين جبل لبنان الجنوبي والشمالي، أي قرابة ٤٠٠ طن لكل منطقة يومياً.

وفيما لم تتضح الآلية المستخدمة من قبل الاستشاريين الذين درسوا العروض، تؤكد معلومات أن التقويم الأخير الذي جرى خلال هذا الأسبوع كان شكلياً، بدليل عدم تلقي أيٍّ من العارضين ملاحظات فنية من الاستشاريين، على عكس ما حصل في المرحلة السابقة. ويشكك المتابعون في أن هناك الكثير من الثُّغَر التي جرى تجاوزها لمصلحة «سلق» النتائج وتظهير إنجاز ما، على وقع التظاهرات المطالبة بإسقاط الحكومة، التي قد لا تسقط في الشارع، لكنها من المؤكد أنها ستسقط في امتحان المناقصات التي ستعود إلى النقطة الصفر مجدداً، حالما يبدأ النقاش الجدي حول مواقع المطامر ومدى قبول البلديات والمجتمع الاهلي لوجودها في مناطقهم.