سادت البلبلة طرابلس أمس إثر عثور الجيش على عبوتين ناسفتين معدّتين للتفجير في مستودع أحد المباني في ساحة النجمة. ما أعاد إلى المدينة أجواء الخوف والقلق من احتمال عودة التوتر الأمني والتفجيرات ثانية إلى عاصمة الشمال.
وأوضح مصدر أمني لـ «الأخبار» أن «العبوتين كانتا جاهزتين للتفجير». ورجح أن يكون هدفهما إثارة البلبلة في طرابلس، وأن من يقف وراءهما فرد أو مجموعة أفراد «وليسوا حالة تنظيمية لأن الوضع الأمني في المدينة ممسوك وتحت السيطرة».
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، في بيان، أن الجيش فرض طوقاً أمنياً حول مبنى دالاتي وأخلاه والمباني المجاورة له من المدنيين. وبعد كشف الخبير العسكري تبين أن إحدى العبوتين «مصنعة يدوياً وهي مؤلفة من 3 أنابيب محشوة بحوالى 1,5 كلغ من المتفجرات وموصولة بصاعق وفتيل إشعال بطيء؛ والثانية، عبارة عن قارورة غاز تحتوي على 10 كلغ من المواد المتفجرة، موصولة بفتيل وصاعق كهربائي وتعمل بواسطة جهاز تفجير عن بعد».
ورأى الوزير السابق فيصل كرامي أن طرابلس «نجت من مجزرة كادت تودي بحياة العشرات في منطقة الشوارع والأسواق الشعبية الممتدة بين ساحتي النجمة والكورة، بعدما تدارك الجيش المأساة». وسأل: «من يريد كل هذا الشر لطرابلس ولأهلها، ولماذا؟»، مشيراً الى أن «التطورات الميدانية في المنطقة تشهد متغيرات كبرى، والارهاب لن يتردد في تكرار المحاولة لزج مدينتنا في أتون الحريق المذهبي والطائفي الذي يضرب العالم العربي».
ويأتي اكتشاف العبوتين بعد سلسلة إشكالات شهدتها عاصمة الشمال الاسبوع الماضي أرخت بأجواء من التوتر على المدينة وأثارت مخاوف من مخطط لخربطة الوضع الأمني الذي يشهد إستقراراً أمنياً مقبولاً منذ تطبيق الخطة الأمنية فيها قبل أكثر من سنة ونصف سنة. فقد شهد محيط نهر أبو علي ومنطقة الجسرين وخان العسكر والدباغة والأسواق القديمة في طرابلس خلال الأسبوع الماضي ظهورا مسلحاً على خلفية فرض خوات وبسبب خلاف حول تقاسم مناطق النفوذ لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة. وأظهر الاشكال وجود كميات كبيرة من الأسلحة الحربية الفردية بين أيدي المواطنين، صادر الجيش أغلبها، فضلاً عن العثور على عبوة ناسفة مع الموقوفين الذين ناهز عددهم الـ 40.
وفيما كان الجيش والأجهزة الأمنية يلملمون تداعيات إشكال محيط نهر أبو علي، برز إشكال من نوع آخر، على خلفية شائعات تحدثت عن قيام مسؤولين عن مقبرة الغرباء في طرابلس بنبش بعض القبور ونقل رفات أصحابها بهدف توسيع غرفة غسيل الموتى وتكفينهم. وأثارت الشائعة توتراً مذهبياً بعدما تردّد أن الموتى الذين نبشت قبورهم من الطائفة العلوية. واستدعى التوتر تدخلاً أمنياً وسياسياً، فيما نفى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار هذا الأمر، وتواصل مع مسؤولين في المجلس الاسلامي العلوي لتوضيح الموضوع.
وسط هذه الأجواء جاء العثور على العبوتين أمس في ساحة النجمة، وهي منطقة شعبية مكتظة، ليرسم أكثر من علامة استفهام حول مدى ترابط هذه الحوادث ببعضها بعضاً.