بدلاً من مناشدة المجتمع الدولي تبنّي الخطة التي وضعها لبنان لإعادة النازحين السوريين إلى أرضهم، كان حريّاً بوزير خارجية لبنان شربل وهبة التوجه إلى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، إلى عقله وقلبه مباشرة، بهذا السؤال:
السيّد الرئيس، ما دام معظم النازحين السوريين يرغبون بالعودة إلى ديارهم وأنتم متلهّفون للمّ الشمل، فلماذا لا تقومون بخطوات سريعة لاستيعابهم على الأرض السورية، وإيوائهم في المناطق الآمنة إن لم يكن في منازل جاهزة، فعلى الأقل في خيم كتلك المنتشرة في بقاعنا وجنوبنا وبعض مناطق الشمال؟ وسيجيبك بكل محبة وانشراح.
كان المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين فرصة لصاحب المعالي لمناقشة مسألة البيئة الآمنة للنازحين والضمانات التي يوفرها النظام للعائدين طوعاً.
لا ضغط كبيراً على وهبة إن تجرأ على الأسئلة الكبيرة، أسوأ ما يمكن أن يحصل هو القبض على وزير السياحة والشؤون الإجتماعية الدكتور رمزي مشرّفية وهو خارج من قصر المؤتمرات.
كان على شربل وهبة أن يستوضح من سيادة الرئيس، أو من نظيره وليد المعلّم حيثيات المرسوم التشريعي الرقم 31 لعام 2020 القاضي بتعديل بعض مواد قانون خدمة العلم في سوريا، والتي نصّت أنه يحق للمكلف بالخدمة الإلزامية الذي تقرر وضعه بخدمة ثابتة دفع بدل نقدي مقداره 3 آلاف دولار، أو ما يعادله بالليرة السورية حسب سعر الصرف الذي يحدده مصرف سوريا المركزي. أما المقيمون خارج سوريا فهناك عدة تصنيفات بحسب سنوات الإقامة وتبدأ بدفع 7 آلاف دولار أميركي…
وكان على وهبة أن يسأل: هذه الثلاثة آلاف دولار أو السبعة من أين يحصل عليها المقيم في خيمة الذل والتهجير؟ أو العامل بـ 4 دولارات في اليوم إن وجَد عملاً في قطاع البناء أو الزراعة؟ أهكذا يسهل سيادة الرئيس عودة أولاده المهجّرين؟
“مستحي تسأل كشربل”؟ ممن؟ إن كنت تخجل من التعبير عن مكنوناتك وهواجسك، قل للسفير علي عبد الكريم علي ما تخشى قوله، وهو بديبلوماسيته المعهودة يوصل رسالتك إلى الأسد في وقت لاحق، فإما يعود إليك بالجواب أو يصبح مفقوداً مفقوداً مفقوداً، على قول نزار قباني.
كان حريّاً بشربل وهبة ألّا يتبرّع بترداد ما يريد نظام البعث سماعه وهو أن “العائق الأساسي لأزمة النزوح السوري هو في غياب الإرادة الدولية في طي هذا الملف الشائك والأليم”. فهل توافرت لدى وهبة معلومات تفيد أن مؤسسات الإغاثة الدولية تزرع ألغاماً في المصنع أو تضع أسلاكا مكهربة في جديدة يابوس لمنع النازحين السوريين من العودة إلى سوريا؟