إذا كان عدد سكان الصين مليار نسمة، فهل تتحمَّل مئتين وخمسين مليون نازح، أي ربع سكانها؟
بالمقارنة، كيف يتحمَّل لبنان، بلد الاربعة ملايين نسمة، مليون نازح، أي ربع سكانه؟ من دون احتساب نصف مليون لاجئ فلسطيني؟ وإذا استمرت الأزمة السورية، لا بل الحرب السورية القائمة، على وتيرتها، فلا شيء يمنع من ان يتساوى عدد اللبنانيين المقيمين مع عدد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.
***
انها الديموغرافيا التي لا تُخطئ، فمن دون هذا العدد، لبنان لا يستطيع ان ينهض بنفسه ويُوفِّر الحد الادنى من المتطلبات لابنائه، فكيف مع اضافة مليون نسمة الى المقيمين على ارضه؟
هؤلاء أين يقيمون؟ ألا يحتاجون الى بنى تحتية وخدمات من مياه وكهرباء؟ فكيف يوفرونها؟ الا يحتاجون الى عمل؟ فكيف يؤمنونه؟ إذا كان مليون نازح يحتاجون الى ربع مليون ربطة خبز يوميا، فهل بامكان الافران اللبنانية ان توفِّر لهم هذه الكميات؟ وإذا كان مليون نازح يحتاجون الى مئة الف فرصة عمل، فهل بامكان لبنان ان يوفر هذه الاعداد من فرص العمل في وقت لا يستطيع تأمين فرص عمل لابنائه؟
***
وهنا، أين المنظمات الدولية التي تُعنى بتقديم المساعدات؟ ماذا قدَّمت حتى الآن؟ المساعدات بالقطَّارة والنازحون بمئات الآلاف، فرص العمل بالعشرات فقط والعاطلون عن العمل بمئات الآلاف، الحاجات الى الخدمات كثيرة فيما توفيرها شبه معدوم، فما هو المدى الذي سيبلغه هذا الوضع المتدهور؟
***
أين تقع المسؤولية؟ الجميع مسؤولون من دون استثناء، فلا أحد بامكانه ان يقول ان المضاعفات بعيدة عني.
وإذا كان هذا هو الوضع، فكيف يمكن الخروج منه؟
أولاً، لن يكون بالامكان وقف عملية النزوح، فحتى لو تمَّ ذلك رسميا وعبر المعابر الشرعية فإن عملية النزوح عبر المعابر غير الشرعية ستستمر لأن هذه المعابر غير مضبوطة.
ثانياً، المطلوب تكاتف كل الجهود بدءا من البلديات وصولا الى الدوائر الاوسع لضبط مسألة النازحين في القرى والبلدات والمدن، وذلك من خلال الاحصاءات لئلا نكون امام انفجار ديموغرافي لا يتحمله البلد.
***
في ظل هذا الوضع، أين دور الحكومة؟ أليست هذه المسؤوليات من مهامها؟ ما تقوم به هذه الحكومة حيال هذا الوضع لا يعدو كونه نوعا من انواع النأي بالنفس حيث يجب الا يكون هذا النأي بالنفس؟ ومع ذلك لا بد من حثِّها على القيام بواجباتها، ومع كل الأسف عاجزة على خدمة المواطن الاصيل فكيف بها مع اعباء النازحين؟