IMLebanon

النازحون احتياط بشري… لمواجهة حزب الله

لا يختلف اثنان على ان لبنان الكيان والكينونة يعاني ازمة وجودية قاتلة قد تودي به الى الزوال عن الخارطة بفعل النزوح السوري اليه وكان اشبه بالطوفان حيث بلغ عدد النازحين السوريين مليونرً وسبعماية الف ما عدا الذين دخلوا اليه عبر المعابر غير الشرعية، زد على ذلك النسبة المرتفعة للولادات، اضافة الى اللاجئىن الفلسطينيين الذين يفوق عددهم النصف مليون لاجئ وهذا الامر قلب الديمغرافيا اللبنانية الى حد ان نكتة سمجة تقول: «التقيت بشخص لبناني في جونية». وفق الاوساط المواكبة للمجريات وما يعنيه الامر من حدوث خلل اجتماعي واقتصادي وطائفي، كون مخيمات النزوح السوري المتفلتة باتت قنبلة كبيرة اذا ما انفجرت اطاحت بكل شيء في وقت تسعى فيه الامم المتحدة الى تجنيس النازحين السوريين في البلدان المضيفة وربما موقف السلطان التركي رجب طيب اردوغان الذي فتح فيه الباب لمنحهم الجنسية التركية جزء من مخطط مشبوه تساهم فيه السلطات التركية المنهمكة حاليا بتداعيات الانقلاب الفاشل.

واذا كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد اعلن منذ عام وجوب تجنيس نصف مليون لاجئ في دول الاتحاد الاوروبي وضغط على لبنان لتمرير مقولة «العودة الطوعية»، فان شهر ايلول القادم سيكون شهر اللاجئىن على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث اعد الامين العام المذكور ورقة عمل يؤكد فيها على وجوب تجنيس اللاجئىن في البلدان التي لجأوا اليها. كما ان الرئىس الاميركي باراك اوباما سيعقد اجتماعا للدول التي تسير في الركب الاميركي ليطالبها «بالبدء بالاجراءات القانونية لاعطاء الجنسية للنازحين بعد توفير شروط الاندماج الاجتماعي والاقتصادي لهم»، علما ان نظرية الاندماج والتأقلم اثبتت فشلها الذريع في اوروبا كون اللاجئىن اليها يتموضعون في «غيتوات» طائفية وعرقية وينظرون الى الدول المضيفة بعدائىة وعنصرية كما اثبتت الكثير من الوقائع في يوميات دول الاتحاد الاوروبي، من مجزرتي باريس الى مجزرة نيس وصولا الى ذبح كاهن في منطقة روان في الاول من امس ناهيك بالمجزرة التي حصلت في ألمانيا.

وتضيف الاوساط ان العمليات الارهابية التي يشنها «داعش» في اوروبا عبر «الذئاب المنفردة» تبقى قابلة للاحتواء ولاجتثاث المشبوهين بعكس الواقع اللبناني الهش حيث استثمرت اطراف سياسية معروفة بملف النزوح السوري وتتحمل مسؤولية تاريخية عما آلت اليه الاوضاع، لا سيما ان الضيافة العرسالية للنازحين حولت البلدة اسيرة لـ«داعش» و«النصرة» ولعل الاخطر من ذلك ان معظم النازحين السوريين هم من المعادين للنظام واصحاب قابلية لاحتضان اخصامه ولو كانوا من الفصائل التكفيرية، فماذا لو ارادت اية دولة خارجية تحريك مخيمات النزوح السوري لمصلحتها الا تستطيع تجنيد 100الف سوري من ضمن المليون والسبعماية الف، كون غالبية النازحين من الشباب الذين ادوا خدمتهم الالزامية في الجيش السوري باستغلال اوضاعهم المعيشية لشرائهم بالمال، خصوصاً ان الساحة المحلية ملعب واسع للاجهزة الخارجية العربية منها والغربية، لا سيما ان «حزب الله» هدف اميركي – اسرائيلي.

وتقول الاوساط ان تواطؤ الامم المتحدة في الحروب السورية عبر الجمعيات التي تنضوي تحت سقفها معروف لدى القاصي والداني وقد لعبت دوراً تشجيعياً لافتاً في النزوح وتفريغ سوريا من سكانها. خدمة للمخطط الاميركي – الاسرائيلي الغامض من خلال تقديم المساعدات والاموال للنازحين في بداية المعارك في سوريا. فلماذا انكفأت المساعدات على حين غرة واين الملايين الموعودة لمساعدة البلد الصغير في تحمل عبء النزوح القاتل وماذا اثمرت التظاهرات الاوروبية في زيارة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غير الوعود بالمساعدات وعلى طريقة «ع الوعد يا كمون»، وما تخشاه الاوساط ان يأتي يوم ويتحول النزوح الى لجوء وعلى طريقة المخيمات الفلسطينية.