IMLebanon

تحالف” القطعة” بين “الوطني الحرّ” و “القوات” يشمل النزوح والرئاسة واللامركزيّة… ولا مؤشرات الى ولادة تفاهم معراب ٢ 

 

 

لم يسبق منذ الانتخابات النيابية، التي شهدت منافسة حادة بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات”، ان اجتمع نائبا البترون جبران باسيل وغياث يزبك في صورة واحدة. فكان لافتا اجتماع الحزبين المسيحيين معا في المؤتمر البتروني، الذي  حضره ممثلو الحزبين ورؤساء بلديات وأجهزة أمنية، للبحث عن حل نموذجي لقضية النزوح السوري على صعيد المنطقة وكل لبنان، فـ”الهم السوري” المتنقل بين منطقة وأخرى جمع “التيار” و “القوات” معا، على الرغم من الخلافات الكثيرة بينهما في اطار التلاقي على القضايا والمسائل الوطنية، كما تقول مصادر الطرفين.

 

مؤتمر النزوح في مجمع سياحي في البترون، طرح تساؤلات عن تقارب “القوات” و “الوطني الحر” المفاجىء، حيث لم تمض ساعات قليلة على اشتباك كلامي بينهما تضمن  اتهام “القوات” للتيار بالكذب والمزايدة مع فريق الممانعة في موضوع النزوح السوري.

 

ومع ان الاجتماع المسيحي في البترون فرضته الإشكاليات المتعلقة بموضوع النزوح السوري، للبحث في مخارج للأزمة التي تعاني منها منطقة البترون ومحيطها، وبهدف تصفير الوجود السوري غير الشرعي الذي فاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية،  إلا ان اجتماع الحزبين المسيحيين طرح جملة تساؤلات عن المسار الذي ستسلكه علاقتهما مستقبلا، وانعكاس التقارب على ملفات حيوية أخرى على غرار  إعادة احياء تفاهم معراب٢.

 

حول هذه النقطة، أكدت مصادر مطلعة ان الإجتماع في البترون فرضته الأحداث والأزمة المتعلقة بالنازحين السوريين، لكن تقارب الطرفين لا يعني التحالف  والتفاهم السياسي في المستقبل، فالتلاقي الأخير مبني على الحاجة لحلول سريعة ومعالجة ملف النزوح السوري، الذي دخل مرحلة خطيرة تستوجب الحسم السريع والنهائي للحفاظ على لبنان الهوية والكيان.

 

وتؤكد المصادر ان خلافات “التيار” و”القوات” السياسية متشعبة، فهما يتموضعان في مواجهة بعض في مسائل كثيرة، ولا يلتقيان إلا على القطعة والملف، فالتقارب في الأشهر الأخيرة حصل على الملف الرئاسي، وسبقه تقاطع في موضوع اللامركزية الإدارية، لكن التقاطع كان مبنيا على أهداف مختلفة.

 

يدرك “الوطني الحر” و”القوات” حجم المخاوف في المجتمع المسيحي، من جراء النزوح السوري المتأصل لدى المسيحيين من تاريخ الحرب اللبنانية، ومن هذا المنطلق برزت ضرورة تلبية نداء “حماية المجتمع المسيحي” لمنع تفلت الأمور، بعد ان ظهرت نوايا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بدعم بقاء السوريين في لبنان.

 

مع ذلك، فان التقارب الأخير الهادف “لحماية وتمتين الوضع المسيحي”، لا يعني ولادة تفاهم معراب جديد، فالتقاطع بملف النزوح يشبه الالتقاء حول دعم الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، مقابل مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية. علما ان دعم “الثنائي المسيحي” لم ينجح في إيصال أزعور، الذي بقي يحتاج لتأمين أكثرية الأصوات النيابية .

 

“التقاطع المسيحي”، كما تقول المصادر مهم،  ومن اجل “المصلحة المسيحية والوطنية”، لكن لا يمكن البناء عليه ليكون شاملا القضايا الأخرى، التي لا تزال موضع خلاف داخلي عميق .