IMLebanon

يافطات العشائر البقاعية تشكر دير الأحمر وعرسال

 

 

“القوات اللبنانية” أدارت ملف النزوح كحقيبة حكومية

 

 

البقاع- قدمت بلدات دير الأحمر في البقاع الشمالي، بشهادة الحلفاء والخصوم، نموذجاً ترفع له القبعة في حسن استقبال النازحين الذين لجأوا إليها، وإدارة الملف وكأنه حقيبة حكومية تتولاها “القوات اللبنانية”، فكانت هناك إحاطة كاملة شاملة بكافة جوانب الملف، كتنظيم إقامة النازحين وفتح أبواب مراكز جديدة لاستيعابهم. وعملت البلديات وحزب “القوات” بكل ما استطاعت لتأمين متطلبات هذا النزوح، مترفّعةً عن كل ما رافق المرحلة السابقة، وحصرت الملف بالجانب الإنساني الأمر الذي قدّره أبناء المناطق التي تعرضت للقصف. وأكدوا في أكثر من محطة، أن الأمر ليس بجديد على أهالي الدير.

 

 

ما انطبق على بلدات دير الأحمر، حصل في بلدات القاع ورأس بعلبك، إضافةً إلى بلدات الفاكهة، معربون، عرسال، وأحياء آمنة في بعلبك حيث جرى  استقبال النازحين ضيوفاً في منازلها ومراكز الإيواء. وأتت جهود الاستضافة بالرغم من الضغط الذي تعانيه هذه البلدات معيشياً، وخصوصاً عرسال في ظل ما تتحمله وحدها من عبء النزوح السوري. وقد  فاقت أعداد السوريين في البلدة ضعفيّ عدد سكانها، فضلاً عن  ضغط الحرب، غير أن التضامن الشعبي الذي حصل، أثبت قدرة هؤلاء جميعاً على التوافق في ما بينهم لما فيه خير منطقتهم، وكذلك قدرتهم على إدارة شؤونها واختيار ممثليها، إذا ما فرّق الساسة بينهم ونصبوا لهم المتاريس السياسية والطائفية، والتخويف من الآخر.

 

 

وفي أولى خطوات ردّ الجميل الشعبي، رفعت العشائر وأبناء البلدات البقاعية اليافطات، مكلّلة بالشكر لدير الأحمر وعرسال على حسن الضيافة والاستقبال، تلتها انتفاضة من أحد أبناء العشائر عمّمها على وسائل التواصل بالتحرك لتحرير مختطفين من الشمال تمّ استدراجهم إلى بلدة حاويك السورية على الحدود لجهة القصير، بغية تأمين طريق سفر لهم عبر سوريا ومنها إلى دولة أوروبية، مهدداً الخاطفين بالتدخل في حال عدم الإفراج عنهم، ولفت إلى أن حسن الاستقبال والترحاب بأهالي البقاع في الشمال والمناطق البقاعية الآمنة يستدعي الوقوف إلى جانبهم في هكذا حادثة، وبناء مرحلة جديدة عنوانها التضامن والتلاقي.

 

 

على ضفة الأحزاب، ارتفعت في الشوارع يافطات أيضاً مذيّلة بتوقيع حركة “أمل” تشكر فيها المناطق المضيفة في بعلبك الهرمل. وتبعت اليافطات  زيارة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلى مطرانية دير الأحمر للشكر وتأكيده على “أن ما حصل من احتضان لأهلنا من مختلف القرى في بلدة دير الأحمر قدم نموذجاً للأصالة ونبذ الفتنة التي عمل عليها العدو الاسرائيلي،وكان امتداداً لتقاليد وإرث قرى بعلبك الهرمل”.

 

 

 

في سياق متصل، تحتاج صحوة “حزب الله” نحو الداخل والشركاء في الوطن إلى أسابيع لتتضح معالمها، وما إذا كان سيرافقه نقد ذاتي. ويسأل أبناء المنطقة وفق مصادر متابعة لـ “نداء الوطن”، ما إذا كانت صحوة “الحزب” ستترجم على الأرض. وتشير المعلومات إلى أن هناك جملة ملفات يجب العمل عليها وتبريدها، وتبقى الانتخابات النيابية مفصلاً أساسياً في ترميم العلاقة بين “حزب الله” والأطراف السياسية الأخرى في بعلبك الهرمل، وكانت هذه الانتخابات على مدى دورات متتالية محط صراع وسباق، حيث عمل فيها “الحزب” حتى عام 2018 على ضم المقعدَين السنيّين والمقعدَين المسيحيّين، ومصادرة آراء البيئة التي تمثلها تلك المقاعد، وأتى قانون الانتخابات النسبي فأعاد صحة التمثيل إلى أصحابه، ونجح نائبان سني وماروني في العام 2018، ليعود السنّة ويخسرون المقعد عام 2022 بعد اعتكاف “المستقبل”.

 

 

 

تعاطى “حزب الله” في الانتخابات على مرّ محطاتها، وفق مبدأ المحادل الجارفة التي تصادر الرأي الآخر وتوصل من تريد بأصوات الغلبة، حاله كحال الأحزاب الأخرى في مناطق مختلفة، وكان آخرها الانتخابات الأخيرة التي حصلت في ظل شحن سياسي واحتدام، استعملت فيه كافة الأسلحة من تهمٍ جاهزة وتخوين وعمالة، ما زرع شرخاً بين البيئات الشعبية المحسوبة على الفرقاء السياسيين. ومع بدء الحرب، ظن كثيرون بمن فيهم “حزب الله” وبيئته الشعبية أن رد البيئة المسيحية والسنيّة سيكون مشابهاً لتلك المرحلة. لكن الوضع على الأرض أتى مغايراً تماماً، فلقيَ النازحون حسن استقبال وضيافة وفتح أبواب المنازل ومراكز الإيواء، وعملت “القوات اللبنانية” أكثر من غيرها على تأمين حاجات النزوح، ما شكل صدمةً إيجابية لحاضنة “حزب الله” الشعبية، فهل ستؤدي هذه التجربة إلى نقد إيجابي داخل “الحزب”،  فتجعله يترك من استقبلوا نازحيه يختارون ممثليهم إلى الندوة البرلمانية، فلا يخوض معارك ضدهم تحت عناوين مختلفة؟

 

 

 

تختم المصادر أن تعاطي نواب “الحزب” في بعلبك الهرمل خلال الحرب، والدعوة إلى اجتماع في المجلس النيابي لمناقشة أوضاع النازحين في دير الأحمر واستثناء نائب المنطقة أنطوان حبشي، ترك علامات استفهام حول المرحلة المقبلة، وما إذا كانت الانتخابات المقبلة والتي من السابق لأوانه الحديث عنها، ستخاض تحت عنوان “رد الجميل” للشركاء في بعلبك الهرمل؟ أم ستخاض “فداء لدماء السيد نصرالله”، ما يضع الجمهور في حيرةٍ من أمره؟