IMLebanon

الخلاف يهدد حياة الجميع والاتفاق يحمي حياة الجميع

الجريمة التي أصابت لبنان كله جاءت هذه المرة في القلب… فبرج البراجنة هي قلب بيروت، سبحان الله جاء التوقيت ساعة الازدحام حيث كان المواطنون العائدون الى منازلهم من أشغالهم وأيضاً الذين يأتون بلقمة الكرامة والعافية الى أبنائهم…

مَن نفّذ هذه الجريمة كانت له أهداف عدة: هدف الفتنة السنيّة – الشيعية، وهدف الفتنة اللبنانية – الفلسطينية، وهدف الفتنة اللبنانية – الشيعية.

وما يثير العجب أنّ هؤلاء المجرمين الذين نفّذوا هذه الجريمة الكبرى إنما ارتكبوها باسم الدين، فبالله عليكم أي دين يقول بالقتل؟ قرأت القرآن وتصفحت الانجيل لأرى كلمة واحدة تقول بقتل الأبرياء فلم أجد… والعكس صحيح فالكتابان المنزلان يحرّمان القتل ويحرّمان الانتحار، ومصير الفاعلين النار خالدون فيها الى الأبد.

سبحان الله ما هذه المصادفة انّه في اليوم الاول للمجلس بعد إقفال استمر عاماً، أن يحدث التفجير في هذا اليوم.

ألا بدّ من كلمة حق: إذا أردنا فعلاً أن نواجه التفجيرات فلا بدّ من أن نحصّن البيت الداخلي حزمة واحدة، وفي هذا السياق يجب الإشادة بخطوة اجتماع المجلس النيابي، وهي خطوة بارزة ومهمة جداً، ولكننا ما زلنا في بداية الطريق… وما دمنا قادرين على الاتفاق على مشاريع أساسية وحساسة، فلماذا لا نتفق على انتخاب الرئيس؟!

ولقد كان الفضل الكبير للرئيس سعد الحريري في هذا الإنجاز، والتقط سماحة السيّد حسن نصرالله هذه البادرة الطيبة، فقال بالجلوس الى الطاولة والاتفاق على حل شامل في سلة كاملة، بما فيها رئاسة الجمهورية.

إنّها فرصة نادرة أمام اللبنانيين خصوصاً الزعماء، الخلاف يهدد حياة الجميع والاتفاق يحمي حياة الجميع، فلتكن هذه الجريمة البشعة دافعاً للجميع لنخرج من هذا الجدال البيزنطي، ونضع نصب أعيننا أنه ليس أمامنا سوى حل واحد هو الاتفاق، وأي تسوية تقتضي التنازل من الجميع.

ونستعيد هنا قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري: ما حدا أكبر من لبنان…

فرحمة بالعباد والبلاد اتفقوا في ما بينكم، وانتخبوا رئيساً، وشكلوا حكومة جديدة، وانتجوا قانوناً للانتخابات النيابية يرضي الجميع…

عسانا نشعر بعد هذه المآسي أنّ حياة جديدة بدأت في لبنان تلبّي طموح اللبنانيين كلهم.