العلاقات السورية – اللبنانية قائمة ولا تحتاج الى تطبيع وقد وُثّقت هذه العلاقات بعدة اتفاقيات أُبرمت بين الحكومتين اللبنانية والسورية ولا تحتاج هذه العلاقات لإعادة ترسيخها لا من باب ملف النزوح السوري ولا من غيره، ومن لا يعجبه من القوى السياسية اللبنانية عليه الذهاب الى مجلس الوزراء حاملاً معه اقتراحات تقضي بنسف هذه الاتفاقيات أو تعديلها.
وبحسب مصادر سياسية إن أي اقتراح بإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع سوريا أو تعديلها سيؤدي ذلك حكماً الى نسف اتفاق الطائف أو تعديله ومن يرغب بذلك فليتفضل، فالأمر لا يحتاج إلى مزايداتٍ شعبية من هنا أو هناك، ولا يحتاج الى تزوير الوقائع وإخفاء الحقائق عن اللبنانيين كما فعل أحد الوزراء بالأمس الذي زعم أن السوريين الذين عادوا نتيجة بعض المبادرات قد أعدمت الحكومة السورية بعضاً منهم. وفي رأي المصادر أن تصريح الوزير المذكور هو محاولة للقفز فوق الإملاءات الأميركية التي جاء ساترفيلد في زيارته الاخيرة للبنان ليبلغ ادواته فيه بضرورة اسقاط اي محاولة لمعالجة ملف النازحين وفق رؤية رئيس الجمهورية.
هذه الأجواء السياسية المحتدمة التي فجرها مؤتمر بروكسل 3 الذي اعتبره البعض محاولة من المجتمع الغربي لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، ورغم الارتدادات السياسية اللبنانية التي خلّفها موتمر بروكسل 3 ورغم استمرار الرسائل السياسية القاسية بين بعض أطراف الحكومة بما يهدد وحدتها وقدرتها على العمل والإنجاز بين أشهر طويلة من الانتظار.
إلاّ أن مصادر سياسية متعددة تبدي ارتياحاً بعدم انفراط عقد الحكومة، لا تستبعد أن تكون حركة الاتصالات ووضع النقاط على الحروف استعداداً لاستقبال وزير الخارجية الأميركي من جهة، ولخلق أجواء تسمح بإنعقاد مجلس الوزراء من من جهة ثانية.
أشارت المصادر الى أن ملف اللاجئين السوريين الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم سريعاً هو من الملفات الرئيسية التي أفردت له عدة أسطر في البيان الوزاري الذي وافقت عليه كافة القوى السياسية وأراد البعض أن يقول ان المماطلة والتسويف في ملف النازحين غير مقبولين على الإطلاق، لذلك لم ينتظر البعض حتى ينتهي الحريري من خطابه أمام مؤتمر بروكسل 3 حتى أطلّ من بيروت معلناً إمّا عودة النازحين أو لا حكومة.
هذه المواقف أدخلت الحكومة الحالية بمرحلة ضبابية واحتمالات تفجيرها على الطاولة من بوابة ملفات النازحين والفساد والكهرباء، وهذا أمر لم ينفه أحد النواب الذي قال « إذا فشلت الحكومة لا مشكلة لدينا بتغييرها وقد قلنا سابقاً أنه إذا فشل وزراء سنغيرهم».
وختمت المصادر بسؤال:» هل ستؤدي زيارة وزير الخارجية الأميركية المرتقبة إلى لبنان الى تفجير الحكومة ؟ أم انها ستكون مناسبة لعودة بعض القوى السياسية الى تعقلها؟» سؤال ستجيب عنه التطورات السياسية في الأيام المقبلة.