Site icon IMLebanon

ارباكات على مدار الساعة؟!

 

يقال الكثير من موضوع العسكريين المحتجزين، لاسيما بالنسبة الى ضرورة التكتم في المساعي الجارية لتخليتهم، بحسب ما الحت عليه «لجنة الازمة» تجنباً لحصول بلبلة كما جرت تسميتها، فيما يعرف الجميع ان الوقت يكاد ينقضي ويفلت من يد السلطة وممن يعتقدون أنهم وسطاء خير ليس إلا، حيث لكل جهة معلومات تتحرك من خلالها من غير حاجة الى من يفهم أحداً على من يقوم بالوساطة او ما اذا كان قد حقق تقدماً يذكر في مجال التفاهم على حل او نصف حل مع الخاطفين الذين صرفوا النظر عن التهديد بالقتل والتصفية كما سبق لهم ان هددوا بذلك بخلق حال من الارباك لدى المسؤولين والأهالي!

أما وقد انقضى وقت طويل على آخر تسريبة عن المقايضة وما يجب ان تكون عليه، فثمة من يخشى من مفاجأة غير ايجابية، خصوصاً ان ظروف الخاطفين لا تسمح لهم بالمزيد من المناورة، فيما تقول أوساط مطلعة ان الخاطفين لن يخسروا شيئاً طالما استمروا في حجز حرية العسكريين الذين تراجعت عوائلهم عن التحرك تنفيذاً لتعهدات اعطوها وتقضي بعدم قطع الطرقات، بما في ذلك تجنب الاتصال بالخاطفين، كي لا تفسر خطوتهم بأنها تصرف سلبي قد يؤثر على حياة أبنائهم؟

واذا كان من مجمل للكلام على آخر المساعي، فإن أحداً لم يعرف الى الآن أين وصل الساعون مع الخاطفين، وما اذا كانوا قد حققوا تقدماً يذكر بعدما زادت أيام الاحتجاز عن المعقول، الا في حال كانت لدى الجيش والقوى الأمنية خطط بديلة قد يستعاض بواسطتها عن السعي الى اطلاق سراح المحتجزين بغير الوسائل التقليدية، لاسيما ان الاخبار والمعلومات تتحدث عن استمرار العمليات العسكرية في مواجهة المسلحين في عمق الحدود اللبنانية – السورية، حيث ثمة من يتوقع ضرب الأصوليين وتحرير المحتجزين؟!

فعلى الصعيد السياسي والعام، ليس من بوسعه الرد على التساؤلات ذات العلاقة بالموضوع، لأن المسؤولين في لجنة الأزمة يصرون على رفض كل ما يتردد عن التسريبات بما في ذلك مساعي هذا الجانب او ذاك، لأن الأمور غير واضحة بالنسبة الى الجميع على السواء والا لحصلت «فلتة لسان» حددت ما هو حاصل وما هو غير محدد، لأن الأمور مرهونة أصلاً وفصلاً في ما هو جاري البحث فيه؟

ولجهة ما يتردد عن محاولات تقارب بين السياسيين فإن الحوارات لم تثبت جدواها طالما بقيت الأمور مرهونة بتستر اعلامي من جانب من يعنيهم الأمر، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى جميع من صفقوا وطبلوا للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، ليس لأنه حقق شيئاً بل لأنه لايزال يدور في دوامة شرح المواقف، اضافة الى ان المعروف عن تيا المستقبل يحول تلقائياً بينه وبين الحوار مع حزب الله، ان لجهة المحكمة الدولية، او لجهة الحرب في سوريا وعلاقة الحزب الوثيقة مع الاستراتيجية الايرانية التي تفهم القضية السورية بحسب ما ينسجم مع المصلحة الايرانية الاقليمية والدولية؟

واذا كان بعضهم يعتقد او يتصور ان الحوار بين تكتل التغيير والاصلاح والقوات اللبنانية سيكون أفضل حالاً، فإن العارفين يستعيدون ذلك لعدة اعتبارات في مقدمها ان موضوع رئاسة الجمهورية يمنع الجانبين من ان يتفاهما على حل او نصف حل، طالما كان اصرار من جانب العماد المتقاعد ميشال عون على ان الرئاسة لا تليق سوى بشخصه الكريم، فيما يتصرف الدكتور سمير جعجع على أساس استعداده للانسحاب من المعركة شرط الاتفاق على مرشح تفاهمي، يرضى جعجع وعون عنه!

والقضية الأخطر من كل ما عداها فهي مشكلة مكب الناعمة المرشح لأن يفجر الحكومة من الداخل، حيث هناك من يصر على اقفال المكب في السابع عشر من كانون الثاني الجاري، فيما يرى آخرون ان من الضروري البحث بحل من خلال تمديد العمل بالمكب تقنياً طالما تعذر على مجلس الوزراء ايجاد مكب بديل، أقله لمدة لا تتجاوز الستة أشهر، ما يحرم البعض لهذه المناكفة وشن حرب اثبات وجود في حال تعذر الحل التفاهمي؟!