IMLebanon

الزيارة المميّزة

زيارة الرئيس تمام سلام إلى المملكة العربية السعودية وصفت من أكثر من مصدر وجهة سياسية بأنها كانت أكثر من ناجحة، أي أنها كانت زيارة مميّزة في الشكل والمضمون، ففي الشكل اكتسبت أهمية خاصة وغير مسبوقة في العلاقات الدولية والأصول البروتوكولية المعتمدة في هذا الإطار لجهة أن المملكة وخادمها الملك سلمان بن عبد العزيز حرصا على أن تكون مراسم الاستقبال لرئيس حكومة لبنان هي المراسم نفسها المعتمدة عندها لاستقبال رؤساء الدول حيث كان على رأس المستقبلين ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن سلطان الذي اصطحبه والوفد المرافق له إلى مقر إقامته في قصر الضيافة، وأولم على شرفه وللوفد في مقر إقامته، وعقد معه خلوة جامعة للوفد وخلوة ثنائية وصفت بأنها كانت ناجحة بحيث أن ولي العهد كان منفتحاً على كل ما طرحه الرئيس سلام إن لجهة العلاقة التاريخية بين المملكة ولبنان وإن لجهة وقوف المملكة إلى جانب لبنان ومساعدته على تخطي الأزمات والمشاكل التي تواجهه بدءاً بأزمة رئاسة الجمهورية المستفحلة وانتهاءً بكل المشاكل الأخرى من اقتصادية واجتماعية وغيرها من المشكلات العالقة والمتراكمة.

وفي الشكل والمضمون أيضاً كانت هذه الزيارة أكثر من ناجحة بل مميّزة وممتازة على حدّ تعبير سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري بذلك الاستقبال المميّز الذي خصّ به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس سلام وللوفد المرافق له باجتماعين استمرا أكثر من ساعة كاملة أولهما بحضور الوفد والثاني كان ثنائياً أي بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس سلام وهي لا تحصل عادة إلا إذا كانت الزيارة على المستوى الرئاسي، وفي الاجتماعين وفقاً للمعلومات التي ظهرت في البيان المشترك كان هناك تأكيد جازم بحرص خادم الحرمين الشريفين على استمرار العلاقة التاريخية بين المملكة ولبنان وعلى توطيد وتمتين هذه العلاقة، كما كان هناك تأكيد من الملك سلمان على وقوف المملكة بكل ما تملك إلى جانب لبنان ودعمه بكل الوسائل والإمكانات لتخطي أزماته الداخلية وبالأخص أزمة انتخابات رئاسة الجمهورية العالقة منذ أكثر من سنة ودعوته اللبنانيين للتوافق اليوم قبل غد على انتخاب رئيس لهم لوقف تداعيات استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية على الشعب اللبناني وعلى نظامه الديمقراطي.

وليس هذا فقط ما أعطى الزيارة هذه المميّزات بل كانت هناك لفتة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز باح بها للرئيس سلام والوفد الوزاري الموسّع المرافق له وهي استعادة ذكرياته عندما كان يزور لبنان وكم هو معجب بهذا البلد العربي الشقيق وبشعبه المضياف والمنفتح على العصر ولا يزال يعتبره بلده الثاني رغم محاولة بعض اللبنانيين الدخول على خط تعكير هذه العلاقات التاريخية من خلال الإساءة إلى المملكة وخادم الحرمين الشريفين لكنهم لاقوا الفشل الذريع لأن المملكة ما زالت حريصة كل الحرص على بقاء هذه العلاقة وتوطيدها وتعزيزها وعلى أن تستخدم كل إمكاناتها ونفوذها وعلاقاتها الدولية حتى يتمكن لبنان واللبنانيون من الانتصار على كل أزماته واستعادة استقراره وحيويته لكي يبقى كما هو معروف منارة العرب.

الحديث يطول عن الحفاوة التي خصّت بها المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سواء لجهة استقباله المميّز أو لجهة الحرص البالغ والصادق على دعم لبنان المفتوح والمتجاوز لكل الحسابات والتي جعلتها تكون زيارة أكثر من جيدة وأكثر من ناجحة، إنها زيارة مميّزة وممتازة.