موعد من دون إتفاق، هذا هو حال جلسة مجلس الوزراء اليوم التي يمكن توصيفها على أنَّها أمرٌ واقع أراد رئيس الحكومة تمام سلام، ومَن وراءه، فرضَها على التيار الوطني الحر ومَن معه.
والشعار الثاني لهذه الحكومة أنَّها حكومة عالقة ومعلَّقة فلا المعترضون يريدون تطييرها ولا المؤيدون يستطيعون إصدار مقررات عنها.
هكذا وقع الجميع في توازن الكباش من دون أن يكون أحدٌ قادراً على كسر الآخر في هذا الكباش باستثناء أنَّ الشعب اللبناني هو المكسور قلقاً ويأساً من هذه التركيبة، التي لا تُفكِّر سوى بالنقاط التي تسجلها ضد بعضها البعض، من دون أن تفكر بما يمكن أن يتحقق للشعب.
هذا الواقع عبَّر عنه المقربون من كلٍّ من الفريقين داخل الحكومة:
الفريق القريب من التيار يُقرُّ بأننا لا نستطيع أن نفرض شيئاً، لكنهم بالمثل لا يستطيعون أن يفرضوا شيئاً.
ولا يكتفي هذا القريب بهذا الإقرار بل يكشف عن خارطة طريق فريق للتعاطي مع الحكومة، إذ يعتبر أنَّ الوقت مازال مبكراً لترحيل الحكومة لأنه إذا حصل ذلك اليوم وفي ظل عدم وجود رئيس للجمهورية نكون قد دخلنا في المجهول الذي يسمونه المؤتمر التأسيسي، علماً أنَّ هذا الإحتمال ينسف إمكانية إجراء إنتخابات رئاسية واستطراداً أن يكون العماد عون هو المنتخب. وهذا يعني بقاء الوضع على ما هو عليه من دون الوصول إلى حافة الهاوية لأنَّ في ذلك مخاطر جمة.
لكن في المقابل هناك معطيات تُشير إلى أنَّ الرئيس تمام سلام بدت أجواؤه متفائلة باعتبار أنّه حصل على تسهيل من بعض القوى داخل الحكومة، ما يتيح له التقليع في الحكومة مجدداً، وهو يردد أمام مقربين منه أنه لم يَدعُ إلى الجلسة من أجل الصورة بل من أجل الإنتاجية.
بعيداً من سجالات البنود والجلسات، كان هناك حدث آخر يتمُّ في مكانٍ آخر، الأمم المتحدة قلقة على عرسال، وقد جسدت هذا القلق في زيارة المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ إلى المنطقة، حيث جالت على المواقع العسكرية وعاينت الواقع الميداني، في سابقة هي الأولى. المهم والخطير في ما قالته المندوبة الدولية أنَّ عرسال ليست خطَّ تماس بالنسبة إلى لبنان بل بالنسبة إلى أوروبا. هذا يعني أنَّ خطَّ الدفاع عن أوروبا يبدأ من عرسال.
حين يسمع المتابع والمراقب هذا الكلام، هل يبقى يفكر في جلسة لمجلس الوزراء أو في المصير الذي يبدأ من عرسال؟
لن يطول الأمر، ستنعقد الجلسة، وسيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه لجهة إلى أين يذهب البلد؟
أو إلى أين يأخذ السياسيون البلد؟