مقاربات متباينة لخطابي السيد نصر الله: إرتياح عوني ومردي و١٤ آذار تنعى!
ترقّب لإعلان الحريري دعم ترشيح عون قبل ٢٠ تشرين والتفاهمات عامة لا على الدقائق
يبقى أمام التيار عقبة وحيدة تتمثل في إمكان تسوية العلاقة مع كل من حليف الحليف، نبيه بري ورئيس تيار المردة
نجحت قيادة التيار الوطني الحر، حتى الآن، في عبور سليم وسالم لحقول الألغام الرئاسية التي يزرع خصومها مزيداً منها مع كل طلعة شمس. عدّل التيار خطابه وسوّاه بغية إراحة الحليف العتيد الرئيس سعد الحريري وقوفاً عند طلبه. سبق بـ٢٤ ساعة نصيحة الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله لإجراء مزيد من التفاهمات والتحضيرات لرئاسة العماد ميشال عون، فباشر مروحة واسعة من المشاورات مع الكتل النيابية لوضعها في صورة الترشيح الرئاسي والتفاهمات التي أتمّها أو ينوي إتمامها، وهي بمجموعها تفاهمات على الخطوط العريضة للعهد الرئاسي العتيد، وتُختصر بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية يرأسها الحريري، بل أي تفاصيل أو دقائق أمور خلافا لما يتم الترويج له سياسياً وإعلامياً بغية إحباط التسوية الرئاسية وإثارة الشكوك حولها، كما يجزم لـ «اللواء» قيادي كبير في التيار الوطني الحر والذي يؤكد أيضاً أن لا صحة إطلاقاً لما رُوِّج زوراً عن اتفاق على توزيع الوزارات والمراكز الهامة كقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان.
في إنتظار إعلان الرئيس الحريري دعمه ترشح العماد عون، وهو قد يتم قبل العشرين من تشرين الأول وفق ما تسرّب وفُهم، يبقى أمام التيار عقبة وحيدة تتمثل في إمكان تسوية العلاقة مع كل من رئيس مجلس النواب، حليف الحليف، نبيه بري ورئيس تيار المردة، الخصم المستجد، سليمان فرنجية.
١-قرأ تيار المردة الكلام الرئاسي الاخير للسيد نصر الله على انه يحمل تأثيراً سلبياً على ترشح العماد عون انطلاقاً من مجموعة التفاهمات التي حض الامين العام لـ حزب الله قيادة التيار الوطني الحر على إبرامها، وخصوصاً مع كل من الرئيس بري والنائب فرنجية، اضافة الى العناوين الاخرى ومنها لا لتعطيل مجلس النواب ومجلس الوزراء وطاولة الحوار، مع ابقاء خيار ترشيح فرنجية وارداً. وفي ذهن المردة أن هذه التفاهمات عصية في الوقت الراهن في ضوء السياق الذي يتّبعه التيار الوطني الحر. كما ان مسألة الحوار ومجلسي النواب والوزراء هي الأخرى صعبة على التيار في ضوء المواقف التصعيدية المرتقبة وخصوصاً النزول الى الشارع في ١٦ تشرين الاول وما بعد هذا التاريخ.
٢-رأى البعض في قوى الرابع عشر من آذار في الخطابين الاخيرين للسيد نصر الله انهاء لمبادرة دعم ترشيح العماد عون انطلاقاً من أمرين:
-أولهما تقصُّد الامين العام لـ حزب الله التصعيد على خلفية ملف اليمن، مع علمه اليقين ان هذا التصعيد سيؤثر سلباً في ترشيح عون.
-وثانيهما ان الخطابين بيّنا حلول الشأن اللبناني اخيراً في سلسلة أولويات الحزب، بعد سوريا واليمن وفلسطين والعراق والبحرين. وهذا الترتيب دليل واضح الى ان الحزب لا يهمه راهناً انهاء الشغور الرئاسي وما يترتب عليه من عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة وربما اعادة انتاج السلطة على خلفية قانون جديد للانتخاب، وتالياً ليس في مصلحته اقفال الملف اللبناني وتسليف اي طرف مناوئ له قبل انجاز العناوين الأخرى.
٣-يتحرك الرئيس بري بين حدّي تعثّر ترشيح عون نتيجة المعوقات المتعددة محلياً وإقليمياً، وتحسين المكاسب وتحصينها في حال تيسّر خيار زعيم تكتل الإصلاح والتغيير. ولا تفوت المراقبين حقيقة ورمزية عروض القوة في مدينة صور التي ظهرت أولاً في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في ٣١ آب الفائت، لتستكمل اول من امس الأربعاء في مسيرات حركة أمل في ذكرى عاشوراء في العاشر من محرّم.
٤-لا تتوقف قيادة التيار الوطني الحر عند ما سبق من تحليلات، وهي تبدي ارتياحاً للشق الرئاسي في خطاب السيد نصر الله انطلاقاً من اشارتين لافتتين وذات دلالة:
-العماد عون مرشحنا الوحيد والطبيعي والنهائي وإن غداً لناظره قريب وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
-ارتياح الى المسار الرئاسي الايجابي في البلد، أي ان السيد نصر الله يبارك التفاهم الذي يشمل في ما يشمل ثنائية عون – الحريري. وهذه الإشارة تحديداً تحمل الكثير لتيار «المستقبل»، وتسهّل مهمة زعيمه في تهيئة نوابه وقواعده على حد سواء.