Site icon IMLebanon

هل يحتاج المسيحيون وساطة فاتيكانية لتهدئة الاجواء

على الرغم من حصول المصالحة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وترشيح الاخير للاول للرئاسة، لم يحصل أي توافق رئاسي داخل الصف المسيحي، لان المصالحة المذكورة قوبلت بخلاف جديد بين الجنرال عون والنائب سليمان فرنجية على الكرسي الرئاسي، فتبدلت المواقف ليصبح، تقول مصادر مسيحية، خصم الامس حليف اليوم وبالعكس. وكل هذا اعاد الخلافات المسيحية من جديد الى الواجهة، فتبلدت الضفة السياسية لتصبح على خط آخر، وهذا بحدّ ذاته اصعب بكثير من مصالحة عون- جعجع، لان الاخير تنازل عن ترشيحه للرئاسة ليدعم الاول، فيما مصالحة عون – فرنجية تبدو مستحيلة، لان لا احد منهما سيتنازل للاخر عن كرسي بعبدا.

وفي ظل الإنقسامات العميقة الطاغية اليوم، وسعي المرشحين عون وفرنجية لإسترضاء أفرقاء النزاع الآخرين للوصول الى قصر بعبدا، وجهود بعض الوسطاء في المقابل للبحث عن مرشح باهت اللون سياسياً، كي يدير الأزمة ولا يحّلها، تبقى نزاعات الاقطاب الموارنة حديث الساعة الرئاسية فلا بحث جديّاً لتجاوز هذه الازمة المارونية، من خلال اتفاق الزعامات الرئيسية على مرشّح توافقي، يستطيع الفوز بأصوات 65 نائباً توصله الى قصر بعبدا، بحسب ما يرى وزير حزبي سابق، معتبراً أن التناحر المسيحي لا يزال سيّد الساحة الرئاسية، ما سيؤدي الى إستحالة وصول رئيس قوي تحتاجه المرحلة، وبالتالي سيسمح للبعض بأن يفرض مرشحاً يضعف دور المسيحيين. في ظل مؤشرات تؤكد أن الفراغ الرئاسي سيمتد لأشهر إضافية، من دون أي بوادر جديّة في افق المصالحة المسيحية الحقيقية، التي توّحد كلمة الاقطاب خصوصاً في ملف هام كالرئاسة، لان التنازل عن المصالح الخاصة امام مصلحة لبنان يبدو بعيداً، فيما تبدو أجواء المصالحات السائدة على خط الطوائف والتيارات السياسية اللبنانية الاخرى افضل نوعاً ما.

هذا ويشير المصدر المذكور الى ان الوقائع تؤكد أن الماضي المسيحي، والخلافات على الزعامة هي من تحول دون اجواء المصالحة الفعلية والمطلوبة، على الرغم من ان الجميع يتحدث بإيجابية لكن البوادر الحقيقية لم تتواجد في اي مرة. واعتبر أن القيادات المسيحية تفتقر لوساطة فاتيكانية لتنقية الأجواء، والعمل على لمّ الشمل المسيحي، مع احتفاظ كل فريق بخياراته السياسية كما فعلت جامعة الدول العربية لاطفاء مفاعيل احداث 7 أيار، متمنياً على الفاتيكان لعب هذا الدور لما له من نفوذ على المسيحييّن، وخاصة الموارنة الذين يعتبرون اللاعب المسيحي الأول على الساحة اللبنانية.

ولفت الوزير السابق الى أن أمر الزعامة محسوم في بقية الطوائف، اما المسيحيون فكل واحد منهم يرى انه الأحق بالزعامة المسيحية، وعّلق ضاحكاً بأن «ما مِن ماروني يتقبّل الاخر حين يتعلق الامر بالكرسي الرئاسي»، وذلك منذ بداية الاستقلال الاول وصولاً الى اليوم، مشيراً الى وساطات عديدة قام بها مسؤولون في الدولة منذ ذلك الحين، في محاولة لتوحيد الكلمة والاتفاق على شخص الرئيس المرتقب، لكنها كانت تبوء بالفشل، معتبراً أن تدخلات رجال الدين لم تفلح ايضاً، ومنها المساعي التي قام بها الكاردينال بشارة الراعي والرابطة المارونية، وكان سبقهما الى ذلك قبل سنوات عدة الكاردينال نصرالله صفير، اذ لم يكن هناك اي قرار جدّي لدى القيادات المعنية بذلك، خصوصاً انهم لم يقوموا بأي خطوة عملية في ظل عدم وجود حماس لديهم، وكأنه ممنوع على المسيحييّن ان يتفقوا، فتاريخهم الحافل بالانقسامات لم يشجعهم على ذلك، او بالاحرى لم يفتح شهيتهم على الوفاق من اجل طبق الرئاسة…

وختم المصدر «نحن نؤمن بالتعددية كمسيحيّين، لكن التوافق السياسي ضروري، ورأى أن الحل الافضل اليوم هو الوصول الى وحدة في المواقف الهامة، وفي ترسيخ التنوّع السياسي على قاعدة الاقرار بحق الاختلاف، وتنظيم الخلاف السياسي بعيداً عن أشكال العنف، واشار الى ان زمن الكبار قد انتهى، لان ما قام به الاجداد قد زال بفضل بعض السياسيين الحالييّن، لذا يجب ان نخفف من السياسة ونكثر من العمل الوطني من اجل مصلحة لبنان اولاً واخيراً».