IMLebanon

هل يصطدم طرح «إرهاب حزب الله» على مجلس الأمن بالموقف الروسي؟

يمثّل القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية حول اعتبار «حزب الله» إرهابياً، جزءاً من المواجهة بين العرب وإيران، حيث يستعمل كل فريق «الأسلحة» المتاحة، من ضغوط سياسية وغير سياسية وفقاً لمصادر ديبلوماسية.

الخطوة التالية بعد الجامعة، هي القرار المتوقع في منظمة التعاون الإسلامي وليس من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار فيها لأن الخليج، يبدو انه، سيستكمل الطريق. ويمكن توقع أن عدداً من الدول سيتحفظ لا سيما إيران والعراق.

ولا تستبعد المصادر، أن يستكمل الخليج هذا المنحى بالطلب الى مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قراراً باعتبار الحزب إرهابياً، بحيث أن المجلس لم يتخذ قراراً في هذا الصدد حتى الآن. لكن هل «الفيتو» الروسي سيكون حاضراً لمنع أي قرار حول ذلك، لا سيما وأن الحزب وروسيا في الخندق نفسه في سوريا وفي العمل لدعم استمرارية النظام؟ لكن بعد الانسحاب الروسي من سوريا لا يمكن توقع شيء حاسم، كما لا يمكن توقع تبدل جذري في مواقف روسيا. كل ذلك مرهون بالتطورات، انما وصوله الى مجلس الأمن، ولو واجه عدم تصويت محتمل عليه من دولة واحدة، لا يمكنه اسقاط المعنى السياسي لوصوله الى هذا المنبر الدولي وطرح الأمر أمام التصويت.

وهنا تكمن الخطورة، بحسب المصادر، وما يواجهه لبنان من ضغوط بسبب ذلك. لذا هناك اتصالات بعيدة عن الأضواء مع الخليج لترطيب الجو وتليين الموقف، وحتى الآن لم تنضج نتائجها بعد. من يقوم بهذه الاتصالات هم الفرنسيون والأميركيون، ولكن الفرنسيون بشكل أكبر، وذلك بهدف تلافي الضغط على لبنان لأنه لا يستطيع التحمّل أكثر من قدرته، ولأن أوضاعه الداخلية معروفة، ولا سيما لتلافي الضغوط الاقتصادية عليه في هذه المرحلة التي يمر فيها، خصوصاً في ظل انعدام وجود رئيس للجمهورية، واستمرار تعطيل هذا الاستحقاق.

هناك دول خليجية مثل سلطنة عمان أبدت موقفاً غير متصلب، وهذا ما يجعلها تساهم في بعض الاتصالات حول المسألة. الولايات المتحدة وفرنسا أيضاً أبلغتا الخليج ضرورة عدم استكمال التصعيد، لأن وضع لبنان معروف، ولا يمكنه التحمّل. ولأن هناك قلقاً من تهديد الوضع الاقتصادي اللبناني والسعي لتخفيف الاجراءات. حتى الآن ليس هناك من تراجع خليجي، ولا تقدم في الاتصالات، ولن يكون ذلك بسهولة، من دون خطوات فعلية من لبنان. وليس المطلوب خليجياً أن يعتبر لبنان «حزب الله» ارهابياً، انما المطلوب تغيير الموقف السياسي اللبناني، بعدما بات هناك تسليم بدور الحزب وإيران في لبنان. ثم هناك دور الحزب في سوريا، ومثال على ذلك حصار بلدة مضايا الذي هزّ العالم، وكل الدول تدرك ان الحزب وراء ذلك، وهو الذي يسيطر على المنطقة الواقعة من دمشق حتى الحدود مع لبنان.

ولا تتوقع المصادر أن تحل المشكلة بين يوم وآخر، لأنها مشكلة متراكمة منذ فترة طويلة، وليس مطلوباً أن يقاتل لبنان مع السعودية والخليج في المنطقة، لكن المطلوب أن لا يكون مع ايران وانه اذا أراد الحياد، فيجب أن يلتزم به فعلياً. المطلوب تغيير فعلي في السياسة وإلا فلن تُحلّ الأمور، في هذه الظروف بسهولة، والتراجع الخليجي صعب.

حالياً، العلاقات الخليجية الايرانية هي في قمة المواجهة، حيث ان التطورات في اليمن وسوريا ارتبطت بذلك. واي تهدئة أو تصعيد في هذين الملفين سينعكس على لبنان. و»حزب الله» يمثل شريحة من اللبنانيين، نحو ثلث الشعب اللبناني، والتصنيف الذي جرى حوله بغض النظر عن أحقيته أو لا، لا يمكن للسلطة اللبنانية أن تعتبره ارهابياً. أفضل شيء ما يقوله الرئيس سعد الحريري وهو التمني بعودته الى لبنانيته، لكان وفّر الكثير من المشاكل على لبنان، وما يقوله رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، عن ان دور «حزب الله» ليس في يده، انه دور ايراني ملزم القيام به، وليس من حل آخر.

وإذا استطاع مجلس الأمن أن يتبنى قراراً يعتبر فيه الحزب ارهابياً، فهذا يعني انه يصبح مثل «داعش» و»النصرة»، ويصبح بالتالي استهدافه حقاً مشروعاً مثله مثلهما، وهذه الخطوة مستبعدة بسبب الموقف الروسي حتى الآن.

في التفاوض السوري السوري، كان ولا يزال اسم الحزب مطروحاً على هذه اللائحة بسبب التجاذب بين مواقف الدول الداعمة لكل من المعارضة والنظام حول التنظيمات الارهابية. المعارضة تسأل في التفاوض لماذا تسعى إيران والنظام الى وضع الفصائل المعارضة على اللائحة، في حين لا يتم وضع الميليشيات الايرانية والعراقية واللبنانية التي تقاتل المعارضة على تلك اللائحة؟ والخليج طرح اسمه على اللائحة مقابل طرح ايران أسماء الفصائل المعارضة. الأميركيون وضعوا الحزب على لائحتهم للإرهاب، وروسيا كانت اعتبرته كذلك لكن في درجة أقل. فرنسا تراجع دعمها لعدم اعتباره ارهابياً بعد تدخله العسكري في سوريا. وعندما أدرج الأوروبيون الجناح العسكري للحزب على لائحتهم الارهابية، انتظروا الى حين قبلت فرنسا بهذا التمايز.