IMLebanon

هل مطالبة القوات بحقيبة سيادية مناورة؟

هل تبصر الحكومة الاولى في العهد العوني النور خلال الاسبوع الجاري وسط التجاذبات حول الحقائب وفي طليعتها ما تسمى بالسيادية وحقائب الخدمات كونها تلعب دوراً فاعلاً في حصاد الموسم الانتخابي المقبل، وهل تم حل العقد التي تعترض التأليف؟

الاوساط المواكبة لعملية التأليف تتوقع ولادة حكومة العهد الاولى خلال الاسبوع الجاري، فزيارة الرئيس سعد الحريري لعين التينة واجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استبقاه على العشاء تحمل مؤشرات على ان الكعكة الحكومية باتت جاهزة وسيقوم برفع مسودتها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل اعلانها، فبري الذي شكل ممراً الزامياً لوصول عون الى قصر بعبدا، يشكل ايضاً نفس الممر لنجاح تأليف الحكومة، لا سيما انه يحمل في جيبه تعقيد الامور اذا شاء ومفاتيح الحلول ايضاً كونه استاذاً في اخراج الارانب من كمه ايام المآزق الكبرى فكم يكون الامر سهلاً في المرحلة الراهنة حيث انعكس انجاز الاستحقاق الرئاسي استرخاء في الشارع الذي بلغ فيه الاحتقان حدود الانفجار طيلة عامين ونصف من الشغور.

وتضيف الاوساط ان ممالحة الحريري لبرّي تشير الى انه طوى صفحة الخلاف معه على خلفية استغيابه من قبل التيار البرتقالي و«تيار المستقبل» من خلال توافق وزير الخارجية جبران باسيل ومستشار الحريري نادر الحريري من خلف ظهره، ابان الطبخة الرئاسية ما اعتبره بري عملية غدر لا يستطيع السكوت عنها، علماً انه سبق له قبل توافق البرتقالي والازرق تسليف الحريري على قاعدة انه الى جانبه «ظالماً او مظلوماً» ويبدو وفق الاوساط ان عشاء عين التينة كان بمثابة «غسيل للقلوب» وسبق لرئيس مجلس النواب تمهيد الطريق امام عودة الحريري ثانية الى السراي الكبير حيث سماه في الاستشارات الملزمة ناشراً عباءة الميثاقية على الحكومة المرتقبة.

وتشير الاوساط الى ان عقدة العقد تكمن في مطالبة «حزب القوات اللبنانية» بحقيبة سيادية على خلفية انها تعتبر نفسها شريكة في العهد لا سيما وانها نجحت في تحقيق انتصارين في برنامجها منذ انجاز ورقة «اعلان النوايا» اولها يكمن بشكل واضح بايصال الجنرال الى الكرسي الاولى وهذا الامر كان مستحيلاً لولا مبادرة الدكتور سمير جعجع بترشيحه واقناعه الحريري بصحة مبادرته، وثانيها يتجسد في الالتزام الكامل بين «التيار والقوات» على انهما يدخلان الحكومة معاً او يبقيان خارجها وفق بيان التيار البرتقالي الذي اشار الى الاستعداد للمقاطعة الحكومية في حال لم تعط القوات حصتها الطبيعية كشريكة في العهد.

وتقول الاوساط ان تمسك «القوات» بحقيبة سيادية كالدفاع او الخارجية يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة، فهل موقف جعجع مناورة من العيار الثقيل للحصول  على حصة وازنة في الحكومة عبر الهاء كافة الاطراف بالحقيبة السيادية، لا سيما وان «الحكيم» وفق المجريات فنان في المنازلات السياسية بحكم مراكمته للخبرات خلال مسيرته الطويلة، حيث ترى الاوساط ان موقفه من الحقيبة السيادية قنبلة دخانية من العيار  الثقيل وعلى قاعدة «ان جئت فامنح طرف عينيك غيرنا»… فهل ينتهي «الماراتون» الحكومي في بحر الاسبوع الجاري كون معظم التسريبات تشير الى ذلك، فالحريري الذي يستعجل التأليف دون تسرع يعمل على ذلك خصوصاً وان الانظار شاخصة لمعرفة جنس ملائكتها على الصعيدين الاقليمي والدولي في مرحلة الزلازل الكبرى لا سيما ان العالم قبل وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض هو غير ما بعده، ويبقى السؤال هل ستكون حكومة وحدة وطنية ام حكومة بمن حضر؟