هل يذهب الثنائي الشيعي إلى اليوم الثاني من الإستشارات بموقف واحد؟
كتلة بري تترك له تسمية الرئيس المكلف وتأمل من الحكومة تجسيد الوحدة الوطنية
بالتزامن مع الإستشارات النيابية الملزمة في بعبدا، كانت عين التينة محور مشاورات ولقاءات إستعدادا لموقف رئيس المجلس وكتلته من تسمية رئيس الحكومة مساء غدٍ – بناء لطلب الرئيس بري – في وقت أرجأت «كتلة الوفاء للمقاومة» موعدها الى اليوم، لمزيد من التشاور مع الرئيس بري، الذي نقلت عنه مصادره ان حضوره وكتلته جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، لا يقل عن موقف الرئيس سعد الحريري في ترشيحه للرئيس ميشال عون، وبالتالي فإن النواب الذين توافدوا الى عين التينة في إطار لقاء الأربعاء النيابي، نقلوا عن رئيس المجلس أجواء إيجابية وأن بري أشاع أجواء تفاؤلية بالمرحلة المقبلة – بغض النظر عن موقفه في الإستشارات، وفي وقت نقل النواب قبيل إجتماع «كتلة التنمية والتحرير»، إتجاه الرئيس بري الى عدم تسمية أي إسم لرئاسة الحكومة، عاد النواب وإلتزموا الصمت حيال الموقف النهائي بعد إنتهاء الإجتماع، الذي وضع الأمر «حصراً» في عهدة رئيس الكتلة، وإن أملت ان تجسد الحكومة المقبلة «الوحدة الوطنية».
وفي غياب الموقف الرسمي لرئيس المجلس، ككل يوم أربعاء ، حيث تم الإكتفاء بعبارة «تم البحث في اجواء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والمرحلة المقبلة بما في ذلك موضوع التكليف والتأليف»، تحدثت المصادر عن ان هناك إمكانية لفتح الباب أمام مخرج ما، لا يؤثر بالمطلق على مبدأ الميثاقية – بمعنى ان لا يغيب المكونان الشيعيان الأساسيان عن تسمية الرئيس أو المشاركة في الحكومة، وتقول المصادر ان هذا الأمر هو مدار بحث معمّق ومسؤول حول الموقف النهائي، وإن كانت بعض المصادر تحدثت عن ان «تسمية بري للحريري» ليس مستحيلاً، وقد توزع الأدوار بين الكتلتين بما لا ينعكس سلباً على إنطلاقة الحكومة، ووضعت كلام بري القائل: «لا تنتظروا مني الأرانب بل الثعالب» في خانة عدم إغلاق الباب أمام الأخذ والرد، ما يمهّد الى ردّ فعل ايجابي بتسهيل تشكيل الحكومة، اما مسألة المشاركة فتبقى رهن ما سيطرحه رئيس الحكومة وتركيبة الحكومة شكلاً ومضموناً، «فما عجبنا نأخذ به وما لم يعجبنا لا نأخذ به».
في سياق ٍ متصل ، أعلن عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض صراحة بعد خروجه من لقاء الأربعاء أن الكتلة أرجات إجتماعها للتنسيق مع بري وقال : قد لا نتخذ ككتلة موقفاً في الإستشارات – بما يعني الإمتناع او عدم التسمية – مشدداً في الوقت نفسه «نحن والرئيس بري حكومياً في مركب واحد، لننتظر نتائج الإستشارات وغداً لناظره قريب»، معتبرا ان «البلد امام فرصة ثمينة علينا ان نتعاون من أجل استغلالها لأجل مواجهة كل ما يتهدد البلد».
في نفس الخانة، تقول مصادر نيابية ان لا شيء يمنع من التمايز بين الكتلتين، وهو ما حصل سابقاً خلال تسمية الرئيس عون، حيث توزعت بين ورقة بيضاء للتنمية والتحرير والتصويت لعون في الوفاء للمقاومة, وأيضاً كان هناك مقاربات مختلفة أحياناً بالنسبة للوضع الحكومي السابق ، وإن كان ذلك لا يعني غياب التنسيق المستمر على مختلف الصعد.
وكان بري ترأس اجتماع كتلة «التحرير والتنمية» في حضور الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر، والنواب: انور الخليل، عبد اللطيف الزين، ميشال موسى، ايوب حميد، ياسين جابر، علي بزي، قاسم هاشم، علي خريس، هاني قبيسي، وعبد المجيد صالح.
وبعد الاجتماع، تلا النائب انور الخليل بيان الكتلة، وجاء فيه: «بحثت الكتلة التطورات الوطنية التي توجت بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وموقفها من الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة وتأليف الحكومة المقبلة.
وتقدمت الكتلة في أعقاب اجتماعها بالتهاني من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متمنية لعهده السؤدد والنجاح لتحقيق الأهداف التي تضمنها خطاب القسم، وخصوصا ضمان الأمن على الحدود السيادية وعلى حدود المجتمع وحفظ الإستقرار المادي والتأسيس لازدهار لبنان والإنسان فيه وتمكين المجلس النيابي من صياغة قانون عصري للإنتخابات على اساس النسبية يحفظ حسن تمثيل جميع اللبنانيين.
وأكدت الكتلة ما ورد في كلمة رئيسها في جلسة الانتخاب، وأبدت حرصها على تعاونها مع العهد من أجل تحقيق الأهداف والغايات الوطنية وبناء دولة المؤسسات وأدوارها وحفظ استقلالية القضاء ودوره، وصولاً الى ترسيخ دولة القانون والنظام البرلماني الديموقراطي وإقامة الدولة التي تستعيد ثقة المواطن بالمستقبل وتوقف النزف البشري والهجرة والاغتراب بحثاً عن حق الحياة وفرصة العمل.
وأملت الكتلة أن تجسد الحكومة المقبلة الوحدة الوطنية، حرصاً على الوطن من المخاطر القائمة».
سئل: من سميتم لرئاسة الحكومة؟أجاب: «هذا الموضوع حصراً وكلياً عند دولة الرئيس بري».
وختم: «لقد قررت الكتلة ان تترك موضوع تسمية الرئيس للرئيس بري».
من جهة أخرى، تلقى بري اتصالا من رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني الذي هنأ المجلس النيابي بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، منوهاً بدور المجلس في الحفاظ على المؤسسات الدستورية والاستقرار في البلاد، ومتمنياً للعهد الجديد النجاح والازدهار ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة. وأكد رغبة الجمهورية الاسلامية الايرانية في تقديم الدعم اللازم للبنان.
وكان مجلس الامن الدولي قد أثنى على «جهود الرئيس بري في تعزيز الحوار بين جميع الاطراف اللبنانية»، في البيان الذي أصدره اول امس والذي أكد فيه وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، ورحب «بانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وفقاً للدستور اللبناني».
كما التقى بري في إطار لقاء الأربعاء النيابي النواب : علي عمار، علي بزي، قاسم هاشم، هاني قبيسي، مروان فارس، ميشال موسى، حسن فضل الله، اسطفان الدويهي، علي فياض، ياسين جابر، وأنور الخليل.