Site icon IMLebanon

هل اخطأ «فتى الكتائب» بإقالة القزي أحد أبرز الحزبيين منذ زمن؟

عندما حددت بعض دساتير الدول سن الاربعين سنة لمن يسعى الى الوصول الى  رئاسة الجمهورية لم تكن على خطأ واستطرادا من الممكن فرض شرط السن على كل من يترشح او يتولى رئاسة حزب ففي هذه السن ينضج الانسان وتشكل تجاربه في الحياة زادا له، في المستقبل يستعين بها عندما يتعرض الى موقف ما يستلزم اتخاذ القرار الصائب والصحيح.

ربما من احدى مصائب لبنان خلال الحرب الاهلية اللعينة والتي نص عليها حتى الان زمن غير بعيد هي تولي اشخاص مسؤولية وهم تحت الاربعين سنة، ففجروا البلد وتسببوا بمئات الاف القتلى والجرحى والمعوقين والمشردين والمهجرين وما ان وصل بعضهم الى فوق سن الاربعين، اعترفوا باخطائهم ولكن الحرب كانت قد انتهت والخسارة وقعت.

الشجاعة والاعتذدا

تحلى بعضهم بالشجاعة وقرروا مصارحة اللبنانيين، فاعتذروا ووجهوا الى انفسهم نقدا لاذعا عسى ان يغفر لهم اهالي الضحايا وعائلاتهم.

وهذا لا يعني ان بعض الرجال معصومون عن الخطأ اذا كانوا في سن الاربعين او ما فوق فالخطأ وارد.

بدون شك فان قرار استقالة وزيري حزب الكتائب ومن ثم اقالة وزير العمل سجعان القزي من الحزب هو قرار اتخذه  رئيس الحزب سامي الجميل. وسيلقي القرار الاضواء على حزب الكتائب الذي خسر من شعبيته كثيرا بعد الحرب، فلم يحتمل على سبيل المثال تسلم رئاسته شخص من غير عائلة الجميل مهما كان تاريخ هذا الشخص في الحزب نفسه مثل كريم بقرادوني على سبيل المثال.

تفكك الحزب

تفكك الحزب وشهد بعض الانشقاقات او العزوف عن العمل داخله حتى كبر الراحل بيار الجميل الابن والذي شكل اغتياله ضربة كبيرة لحزبه بسبب الامال التي كانت معقودة عليه.

ولان الزعامة وراثة تسلم النائب ابن الجميل رئاسة الحزب ليكرس نفوذ عائلته خصوصا والده الرئيس امين الجميل الذي سبقه بتسلم رئاسة الحزب العليا.

بدون شك كان تسلم الشاب او فتى الكتائب سامي الرئاسة دافعا لاستنهاض الكوادر واعادة جمعها وربطها تنظيميا وسط تساؤلات عن نجاحه المفترض على ضوء تجربته المتواضعة والقليلة في السياسة في مجتمع  تحكمه مجموعة تتمتع بالحنكة بل بالدهاء احيانا.

الحكم على سامي الجميل

ربما من المبكر الحكم على رئيس الحزب الشاب، بيد ان القرار باقالة الوزير سجعان القزي قرار في غير محله خاطئ جدا وغير لائق او مناسب مثله مثل قرار الاستقالة من حكومة الرئيس تمام سلام. ويبدو ان النائب سامي الجميل هو من اتخذ القرار وفرضه على بقية قيادات الحزب هو قرار شخصي لا يليق بالحزب، خاصة تجاه القزي احد القيادات التي نشأت وعملت وضحت الكثير من اجل الكتائب.

القرار الموجه ضد وزير العمل اساء  للحزب نفسه وسبب له خسارة قيادي بارز لكن الحزب  في النهاية ليس لال الجميل ولا حكرا عليهم حتى لو تسلموا كل المسؤوليات وسيبقى القزي كتائبيا مهما كانت القرارات الموجهة ضده، فالقزي هو اسم علم وليس نكرة كغيره!!