IMLebanon

هل تعيد 14 شباط وصل أطراف «14 آذار»؟

«ذكرى 14 شباط هي فرصتنا للمّ شمل قوى 14 آذار بعد ما لحق بها من تشقق».

بهذه العبارات يشير قيادي «مستقبلي» الى ما ستشكله المناسبة الأليمة التي يحييها «تيار المستقبل» في «البيال»، والتي تأتي بعد تصدعات لحقت بقوى «14 آذار» على أثر ترشيح الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة في مبادرة رئاسية، تلاها «الحلف المقدس» الذي سرعان ما تشكل بين الزعيم «القواتي» سمير جعجع والعماد ميشال عون لترشيح الأخير الى الرئاسة.

هي الرسالة الأساس لمناسبة الأحد المقبل التي وجهت لحضورها أكثر من ثلاثة آلاف دعوة، مثلما هو التحدي الأهم بالنسبة الى «المستقبليين» كما بالنسبة الى سائر قوى «14 آذار»، لتشد أزر تلك القوى وتقدم دليلاً على أن الذكرى التي وحّدتها في اطار تحالف «14 آذار»، لا تزال تشكل معنى وجودها كونها تشكل على الدوام «حالة وطنية شاملة». لا بل إن قيادياً «مستقبلياً» يشير الى ان المناسبة التي يعول عليها لشد أزر الحلفاء، هي فرصة لضخ دماء جديدة الى «انتفاضة الاستقلال» التي لا يجب عليها الاكتفاء بتفعيل وحدتها، بل يجب ان تتطلع الى برنامج موحد يقارب القضايا المطروحة محلياً، وأهمها معضلة الرئاسة التي بات الانقسام «الآذاري» حولها عميقاً.

إذاً، ستأتي المناسبة للتأكيد على الخيارات الاستراتيجية لقوى «14 آذار»، مع الإقرار بالاختلافات «التكتيكية» بين قواها. لذا، عُلم ان تلك القوى ستشارك جميعها في الذكرى، وإن كانت أحجام المشاركة سوف تختلف بين بعضها البعض. في شكل عام، سيحضر القياديون الذين قد يغيب عنهم جعجع.. لمبررات أمنية. في المقابل، سيسجل حضور لقوى «8 آذار»، ومن بينها حضور لممثل عن فرنجية الذي قد لا يقتصر حضوره على شخصية تمثله، بل قد يرسل وفداً للمشاركة في المناسبة.

وتتجه الأنظار الى كلمة الحريري التي ستكون ذات محتوى عالي النبرة مثلما أنها ستشكل رسالة قاسية في المضمون، حسب «المستقبليين» الذين يلفتون النظر الى أنها لن تأتي بتغييرات لناحية جوهر مواقف الحريري.

سوف ينطلق الحريري من الذكرى ليؤكد على مبادئ الراحل الرئيس رفيق الحريري، خاصة لناحية التأكيد على الوحدة وعلى العيش المشترك وعلى الحوار كما على حرصه على السلم الأهلي.. ليشدد على أهمية حفظ المؤسسات وحماية الدولة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان والمنطقة.

سيشدد الحريري على أولوية قضية المحكمة الدولية، «وهو لن يهادن حزب الله في هذه القضية وإن كان لا يرغب في توتير الأجواء في البلاد»، حسب «مستقبليين». وبما أن الاختلاف عميق بين خيارات الحريري والحزب، فإنه قد يشن هجوماً غير مباشر عليه وعلى إيران لناحية الدعوة الى عدم التدخل في الشأن السوري والانسحاب من سوريا.. لكنه سيتجنب الفراق مع الشريك في الوطن.

أما بالنسبة الى قضية رئاسة الجمهورية، فإن «المستقبليين» لا يرون فارقاً في ما اذا تبنى الحريري المبادرة الرئاسية بترشيح فرنجية، أو اذا غض البصر عن هذا الترشيح رسمياً، إذ يشدد «المستقبليون» على أن الحريري ماض في هذه المبادرة وهو لن يتراجع عنها، كونه لم يعلنها في الأساس كي يتراجع عنها في وقت لاحق.. وإذا ما تناولها الحريري فإن ذلك سيكون «انطلاقاً من محاولة كسر الحلقة المفرغة في البلاد وإنقاذها من حالة الجمود التي باتت تهددها».

انطلاقا من ذلك، سيكون الحريري قد اوضح موقفه من ترشح العماد عون الى الرئاسة، رافضاً فرض الأخير «مرشح أمر واقع من قبل حزب الله»، وإن كان الحريري قد يعبر عن ذلك بأسلوب رشيق وسياسي تحت عنوان «منافاة هذا الأمر مع قواعد اللعبة السياسية الديموقراطية والنظام اللبناني»، وما على من يرغب بالتصدي الى الترشح الرئاسي «سوى النزول الى المجلس النيابي حيث تجري اللعبة الديموقراطية بصورتها الحقيقية»، حسب «المستقبليين».

سيخرج احتفال «البيال» بعد غد، حسب «المستقبليين»، برسالة «آذارية» مؤداها «أننا لا زلنا على رؤيانا مهما تعمقت الاختلافات»، ولعل آخرها قضية إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة، التي أمل «الآذاريون» أن تشكل فرصة للوحدة، لكنه تم إجهاضها، لا بل إن هذه القضية شكلت عنواناً لخلاف «مستقبلي» داخلي مع انسحاب الوزير أشرف ريفي أمس من جلسة مجلس الوزراء، الأمر الذي رد عليه الحريري نفسه بالتبرؤ من موقف ريفي. ويعيد البعض في التيار ما حصل الى «سوء إدارة» حصل، لكن من غير المنتظر أن يشكل انقساماً في التيار «وسيتم تجاوزه سريعاً».