Site icon IMLebanon

هل يوافق الحريري على شرب الكأس المرّة وانتخاب عون؟

هل نضجت الظروف للافراج عن الاستحقاق الرئاسي الذي بلغ عامه الثالث تقريباً، على الرغم من غموض العوامل الاقليمية والدولية التي غالباً ما تنتج رئيساًً للجمهورية كون الميدان السوري يبقى البند الاول على «الاجندات» في عواصم القرار في ظل اعادة ترسيم خرائط المنطقة، وسط الكلام عن تفاهم اميركي ـ روسي للتنسيق بينهما في القضاء على الارهاب التكفيري بعدما نجحت موسكو في اقناع الاميركيين بادراج «جبهة النصرة» الى جانب «داعش» في سلسلة الاهداف المطلوب القضاء عليها، لا سيما وان الادارة الاميركية لطالما تجنبت ضرب «النصرة» على قاعدة انها قابلة للاحتواء اضافة الى ان القضاء عليها سيمحو من الميدان السوري القوة الوحيدة التي يعول عليها اميركياً باسقاط النظام السوري، فاستعاضت عن ذلك بخلق ما يسمى «قوات سوريا الديموقراطية» ذات العصب الكردي ونجاحها في انتزاع منبج من قبضة «داعش» بدعم اميركي وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

وسط هذه الضبابية التي تحيط بالميدان السوري ومعارك الكر والفر بين الجيش السوري وحلفائه وبلوغ الخلاف السعودي ـ الايراني اعلى سقوفه يبدو ان ثمة ثغرة في الافق الاقليمي المسدود قد ينفذ منها ملف الاستحقاق الرئاسي على حدّ قول الاوساط، ليكون صناعة محلية بامتياز على خلفية تقاطع المصالح في لعبة الامم لا سيما وان انياب التكفيريين تنهش البلد الصغير بالتقسيط، وان عملية القاع تركت ترددات زلزالية في عواصم القرار كون استهداف بلدة مسيحية ولاول مرة في لبنان تستحضر ملف تهجير المسيحيين من العراق ومن المناطق السورية الخاضعة لـ«داعش»، ما اثار قلقاً غربياً يدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً بعدما بات لبنان على شفير الهاوية كياناً وكينونة كون انتاج رئىس للجمهورية بات ضرورة قصوى في عواصم القرار كي لا يتحول لبنان الى عبء اضافي في سلسلة الاعباء الدولية.

وتضيف الاوساط ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان لطالما انجز على  «الحامي» في اكثر من محطة من «الطائف» وصولا الى «مؤتمر الدوحة» وان استهداف القاع حشر الجميع اقليميا ومحليا ليفسح المجال بالاسراع في ملء الشغور خصوصا وان «داعش» ليس مزحة سمجة وان سلسلة اهداف على الساحة المحلية قد تبدأ ولا تنتهي لا سيما وان التنظيم التكفيري يسعى لارساء موطئ قدم له في مخيمات النزوح السوري كون النازحين غالبيتهم من المعادين للنظام وفي المخيمات الفلسطينية في ظل اهتراء كافة المؤسسات من رأس الهرم اللبناني المقطوع الى تغييب مجلس النواب وتأرجح الحكومة ما يسهل على التكفيريين تحقيق حلم ابو بكر البغداوي بالوصول الى البحر.

وتشير الاوساط ان حركة رئيس «حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي لم تأت من فراغ ففي لقائه مع رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط نجح في اقناعه بوجوب انهاء الفراغ في بعبدا ولمس حماسة لدى جنبلاط في ذلك وهو الذي طالب الرئىس سعد الحريري «بشرب الكأس المرة» وانتخاب العماد ميشال عون رئىسا اما في سحوره مع الحريري فقد اثار الموضوع الا ان الاخير لم يرفض ولم يقبل في آن كونه لا يستطيع اقناع الشريحة السنية بذلك واضعا الامر في خانة «سنرى» ولكن دعوته الى الافطار على المائدة الملكية بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز الى جانب الرئيس الافغاني محمد اشرف غني والغابوني عمر بونغو يشير الى انه بات المعتمد سعوديا على الساحة المحلية مع وعده باغلاق ملفه المالي ما يعني ان موقفه من انجاز الملف الرئاسي او العكس مرتبط بكلمة سر سعودية.