مشكلة حقيقية تعيشها اورقة تيار المستقبل بقيادة الرئيس سعد الحريري، فالرجل يعيش ازمة سياسية عدا عن الازمة المالية التي افتعلتها ضده شخصيات حاكمة في المملكة العربية السعودية والتي اوحت بشكل مباشر الى الازمة السياسية في خطوط المملكة.
لكن هذا الانعكاس وفق مصادر بيروتية طالما كانت مقربة من الحريري ومستقبله السياسي بدأ ياخذ حيزا واسعا بالانشطار الداخلي، لحظة بدء النواب باعلان مواقف ضد الجيش الى الردود التي اعلنها ضدهم الحريري.
الواضح وفق المصادر ان هناك حالة استضعاف للرئيس سعد، فالاجنحة الاقوى هي بقيادة الرئيس السنيورة والوزير نهاد المشنوق والوزير اشرف ريفي، ثم تأتي الشخصيات المناطقية النيابية والسياسية المعروفة والتي لها مونتها المناطقية، وهذا ما جرى ترجمته في الانتخابات البلدية الاخيرة، وقد اظهرت بوضوح تراجع «مونة الحريري» داخل تياره في الطائفة السنية.
بالطبع ما فتح شهية الشخصيات في المستقبل هي اسباب ظرفية واخرى موضوعية، على حدّ قول المصادر:
ـ الاسباب الموضوعية: هو تراجع الحضور الشخصي للحريري داخل الاسرة الحاكمة في المملكة وفتح خطوط على سواه من شخصيات الطائفة السنية داخل وخارج تيار المستقبل.
ـ الاسباب الظرفية هي على ما يبدو ان الاوضاع المالية والاقتصادية الانحدارية للحريري واجراءات المملكة المالية بحقه التي تريد محاصرته.
وانصافاً للرجل تقول شخصية سنية وازنة في مجالسها ان كل هذه الامور الطارئة متعمدة بحق الرجل كلها تتعلق بالمتغيرات التي حصلت معه داخل المملكة نتيجة الخلافات او الاصح التناقضات داخل الخطوط في دوائر العائلة، وما كان ليتجرأ اياً كان محسوباً على تيار المستقبل ان يقف بوجه الحريري لو لم تأته البركة السعودية.
الشخصية السنية تقول انه بعد فشل الجماعات التكفيرية في السيطرة على كل من طرابلس وصيدا عبر التجارب السابقة، وفشل استقدام دعم بشري عبر النازحين السوريين في لبنان ، وايضا فشل الجماعات المسلحة التكفيرية من التأثير من خارج الحدود الى الداخل اللبناني، كان لا بد من تشكيل شخصيات مناطقية ولو على حساب حضور الحريري في الطائفة السنية ولبنان عموما، واكدت الشخصية ان الفرصة المتاحة للحريري بان يتخذ قرارا بفرض نفسه على الساحة السياسية مجددا وهي فرصة انتخاب العماد ميشال عون، وبذلك تترتب معادلة ان يكون رئيسا للحكومة.
السؤال هل يستطيع اخذ هذا القرار بعيدا عن «الفيتو» السعودي من عون؟ سؤال لا يمكن ان يجيب عليه الا سعد الحريري، لكن هناك من انه يقول اذا رتب الحريري الامور مع الاميركيين، كل شيء يصبح ممكنا؟
لكن هذا قرار كبير للحريري كي يثبت نفسه في الساحة السياسية، مع الاشارة وفق ما تقوله شخصية قيادية بارزة في قوى 8اذار، في هذا الصدد، وهو ان المملكة السعودية لم تعد قادرة على لعب دور الوسيط لا في لبنان ولا المنطقة وهي طرف في الحروب الممتدة من اليمن الى ليبيا وقبلهما سوريا ومناطق وعواصم اخرى، ما يعني وفق الشخصية ان دور الوسيط والاعتدال لم يعد حاضرا، والقوى اللبنانية ما عادت تقبل بالدور السعودي ، في لبنان،بل تعتبرها طرفا حربيا ضدها، والسعودية باتت بحاجه لوسيط بينها وبين الاطراف الاخرى ، بل هذا ما يحدث، في الكويت مع اليمنيين ، وفي ليبيا، وسوريا، مما يعني ان السعودية فقدت دور الوسيط وهذه حيثية هامة، فهل يعي الحريري هذه المستجدات.