قياساً على واقع قوى 14 اذار المنحدر نزولاً حقق الرئيس سعد الحريري «قفزة» وان كانت شكلية بعيدة عن المضامين وما كان الانتظار الكبير لعودته بعد غياب طويل سوى لهذا «الدوز» من الكلام ومحاولة لملمة صفوف الآذاريين من ناحية وضبضبة صفوفه بعد الاختراقات داخل تيار المستقبل والانشاد المنفرد من قبل بعض النواب والوزراء الذين حاولوا بناء سور ازرق كل في محيطه.
ولم تمر ذكرى الرابع عشر من شباط دون تسجيل خروقات من خلال المستوى الادنى في التعويل عليها في ظل الظروف الراهنة بالرغم من ان الحريري اقدم على خطوة ضرورية ليست شخصية فقط انما لامكانية انعكاسها على مجمل قوى الرابع عشر من آذار التي ترنحت في الفترة الاخيرة تحت ضربات الاخوة فيما بينهم، وتقول مصادر مراقبة ان عودة الحريري التي ستطول حسب ما اعلن شخصيا تطال ملفات متعدة وهامة على الصعد الحزبية والرئاسية وفق التالي:
اولاً: استطاع وان بشكل صوري تجميع اركان الصف الآذاري من النوع الاول وعلى مستوى رؤساء الاحزاب خصوصاً المسيحية الحليفة منها المقربة جداً الى استراتيجيته والتي ابتعد عنها شوطا لا بأس به على خلفية الاستحقاق الرئاسي وخيارات تيار المستقبل في هذا المجال وتحديداً ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية مقابل تبني الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية.
ثانياً: لم يكن كلاً من الوزير اشرف ريفي والنائب خالد الضاهر باستطاعتهما تحييد نفسيهما من تحت الخيمة الزرقاء بالرغم من كلام كبير تم اطلاقه الحريري بحق ريفي والذي تواجد في النهاية في طليعة الحضور وان كانت المناسبة هي 14 شباط واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي تحتضن الجميع، الا ان واقع الامر يبين لهذه المصادر انه عندما يحضر الاصيل يغيب الوكيل او يحضر مستمعاً، والمشهد نفسه اطل على الضاهر المفترض ان يكون خارج تيار المستقبل لكن التعب اضناه للسلام على سعد الحريري، وبهذا يكون المشهد المستقبلي قد استوى بعيداً عن الضرب على الصدور بمجرد ظهور نجل رفيق الحريري
ثالثاً: كان اللقاء – الاحتفال في البيال مقبولاً من حيث الحضور الذي لم يكن شعبياً ولم يرده المستقبل كذلك ولكن تبين لهذه المصادر ان مختلف المنسقين ومسؤولي المستقبل وحتى الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ اشهر عدة حاضرين بفعالية، وهذه نقطة تسجل لصالح الحريري.
رابعاً: وان كانت الصورة الجامعة التي دعا اليها الحريري بنهاية الاحتفال حملت الكثير من الاشارات السلبية نحو جعجع بحيث لاحظ الجميع التودد الذي ابداه رئيس المستقبل لرئيس الكتائب سامي الجميل ووالده والتي زادت عن حدها قياساً على الاهتمام الذي لقيه جعجع، وبعيداً عن الشكليات فان هذه المصادر تعتبر ان ما حصل قياساً على فظاعة الاوضاع في البلاد والترنح الحاصل داخل 14 آذار مجرد صورة لا تقدم ولا تؤخر في المسار العام تجاه حلحلة الازمات حتى داخل الصف الواحد، ولا ريب ان هذه «الحركات» يضاف اليها تعليق الحريري على المصالحة بين عون وجعجع حركت غضباً في الشارع القواتي وحتى لدى النواب والمسؤولين في القوات اللبنانية كالنائب انطوان زهرا وإدي ابي اللمع والامين العام للقوات وهبي قاطيشا الذي ذهب الى حد اللوم بقوله: ان كلام الحريري أوحى ان جعجع هو من صلب المسيح، يضاف اليها تعليقات عنيفة لمناصري القوات على صفحات التواصل الاجتماعي مما اعطى صورة واضحة عن أفول مربى الدلال ما بين المستقبل والقوات وظهور عصر جديد خصوصاً ان الحريري زار بالامس بيت الكتائب قبل صعوده الى معراب وهذا ما لم يكن يحصل في السابق!!
وتقرأ هذه المصادر في هذه التطورات جملة من اشارات واضحة في عملية اختلاط الاوراق والتي كان قد تحدث عنها الحريري نفسه فيما خص ترشيحه لفرنجية، الا ان هذه المصادر تعتبران عملية بلع الحريري لترشيح جعجع للعماد عون لا يمكن هضمها ولم يكن يتوقع حدوثها بهذه السرعة، ولكن تشير هذه المصادر نفسها الى ان جعجع لم تأت خطوته متسرعة بل هي نتاج مسار طويل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من ناحية وعدم قبوله ترشيح فرنجية من ناحية ثانية، الا ان اللقاء قريب جداً في معراب بين الحريري وجعجع ولا يوجد في الافق ما يقارب بين الموقفين حيال ترشيح عون او فرنجية، وبالتالي فان موقف كل من المستقبل والقوات قائم سلبياً الى حين تبلور الاوضاع برمتها، فالحريري ملتزم بفرنجية وجعجع مع عون سوى ان يحصل خرق يوصل رئيس توافقي يرضى عنه في المقام الاول حزب الله وتيار المستقبل، وان امكانية التراجع من كلا الفريقين غير واردة في الامد المنظور لترسم مع هذا المشهد مرحلة من الانتظار الطويل لعودة المياه الى مجاريها بين الحليفين حيث سيصابان بالدلال ازاء مواقفهما ومن الصعوبة التراجع الى الوراء في وقت قصير مما يعني ان بيت الوسط سوف يشهد ترحيباً قريبا بالنائب فرنجية وبشكل متكرر على عكس ما سيلتزم به جعجع.