IMLebanon

هل تعيق الـ«س 300» مهمة الطائرات الاسرائيلية فوق لبنان؟

تعيش اسرائيل هذه الايام حالة من القلق، بعد انهيار الاتفاق الدولي حول التسوية السورية والذي كان ضمن ا لى حدود بعيدة المتطلبات الامنية لتل ابيب، قبل ان تنقلب الامور الى تصعيد بلغ حدود التأهب العسكري غير المسبوق، مع نشر روسيا لمنظومة صواريخ «اس 300» في طرطوس بعد منظومة الـ«اس 400» في قاعدة حميميم الجوية في فترة سابقة، في ظل الحديث عن ضوابط تمنع الصدام المباشر بين الطرفين ليتحول الى حروب بالوكالة في ظل استعادة الحديث عن حرب باردة.

ففي افتتاحية لها أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا قد تكون له آثار سلبية على اسرائيل، عقب إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى دمشق منظومات صواريخ متطورة يبلغ مداها 240 كيلومترا، إلى جانب منظومات دفاعية أخرى على السفن الحربية، التي يصل مدى بعضها الى نحو 400 كيلومتر، على خلفية دعوات في واشنطن ولندن تطالب بضرب أهداف تابعة لنظام بشار الاسد، مشيرة الى انه في نفس الوقت الذي حاولت فيه واشنطن تفسير الخطوة على انها للدفاع عن أي محاولة لمهاجمة طائراتها، تدرك الاخيرة جيدا أن تنظيم الدولة الاسلامية والمنظمات السورية المعارضة مثل جبهة فتح الشام ليس لديهما طائرات، ما يطرح التساؤل عن ماهية الجهة التي تريد روسيا مواجهتها في سوريا، لافتة الى أن نصب روسيا لهذه المنظومات الصاروخية في أجواء سوريا لا يعد من الأخبار السارة لإسرائيل، لأنها قد تعرقل عمل سلاح الجو الإسرائيلي حين يقوم بتنفيذ مهام عسكرية في أجواء سوريا لا يعد من الاخبار السارة لاسرائيل لانها قد تعرقل عمل سلاح الجو الاسرائيلي حين يقوم بتنفيذ مهام عسكرية في اجواء سوريا ولبنان.

من جهته اعتبر عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، في تحليل له، أن ما تشهده الساحة السورية من تطورات اخيرا، خصوصا بعد مصادقة البرلمان الروسي على اتفاقية منح روسيا حرية تشغيل وتفعيل القاعدة الجوية في منطقة حميميم (اللاذقية) إلى أجل غير مسمى، وازدياد حجم النشاط الروسي في سوريا، وصولا الى الكشف عن عزمها بناء قاعدة بحرية في طرطوس تضم مجموعة بحرية كبيرة ونوعية، تفرض تحديات جديدة على الدولة العبرية، خصوصاً مسألة نشر منظومات صاروخية جديدة لصواريخ أرض جو، إلى جانب إرسال طائرات إضافية من طراز سوخوي، ما سيؤدي الى اعاقة مهمات سلاح الجو الاسرائيلي غير المنسقة مع الروس ويعرضها للاسقاط.

على ضوء ذلك تخشى إسرائيل وبحسب تقاريرها، ان يحصل حزب الله على هامش وفرصة للاستفادة من هذا الوضع لكي يقوم بنقل أسلحة متطورة وثقيلة إلى الأراضي اللبنانية بعضها تلك المصنوعة في روسيا، على الرغم من أن إسرائيل أعلنت في مناسبات سابقة أنها تعتبر ذلك خطاً أحمر، طالما أن أنظمة الدفاع الروسية التي تم نشرها أخيراً تؤثر على حركة الطيران الإسرائيلي الذي سبق له أن قصف شاحنات وآليات كانت تنقل، وفق إسرائيل، معدات عسكرية للحزب، بحسب تقارير صحافية أجنبية نشرت منذ عام 2012، سيما أن حزب الله بات اليوم، بحسب هارئيل، جزءاً من المعسكر الذي تقوده روسيا، بما في ذلك في تشديد الحصار على حلب.

تلك التطورات المتسارعة في سوريا وبوتيرة عالية، فرضت على تل ابيب درجات عالية من الحذر المتواصل بحسب ما جاء في تقاريرها، وتفعيل عملها الامني والاستخباراتي لمتابعة ورصد ما يحدث عند الحدود اللبنانية السورية كما على الجبهة الشمالية الممتدة من الناقورة الى قمم الجولان، حيث اخلت القوات السورية الساحة لحزب الله الذي يحضر بحسب المعلومات الاسرائيلية لتطهير الحدود من الجماعات المسلحة.

وفي هذا السياق، يلفت المحلل الإسرائيلي هارئيل إلى أنه على الرغم من وقوف إسرائيل في المعسكر الأميركي، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يحرص على استخدام علاقاته الشخصية التي تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لابقاء خطوط التواصل والتنسيق قائمة بين الطرفين، والحد من امكانية اي اصطدام اسرائيلي-روسي، وهو ما كان حرص عليه خلال زيارته في ايلول الماضي الى موسكو، ناجحا في تحقيق تفاهم لتفادي وقوع معارك جوية واشتباكات بين الطرفين، في عملية تقاسم للاجواء السورية ما دفع بالكثيرين من المحللين الاسرائيليين يومها الى السؤال عن سر عدم تشغيل منظومة اس 400 ضد الطائرات الاسرائيلية التي اغارت على مقر سمير القنطار.

لقاءات وتفاهمات جوبهت بعدم ارتياح اميركي واضح، رغم اعتبار نتنياهو هذه اللقاءات والتنسيق الوثيق مع روسيا ضمانة لتفادي تورط إسرائيل في ما يحدث في سورية، على الرغم من عدم رضى إسرائيل عن تعاظم قوة الرئيس السوري، التي تحققت بفعل التدخل الروسي. امور تجعل قلق تل ابيب مبررا، في حال قررت الأخيرة التدخل بشكل مباشر في الحرب السورية، مما سيرفع من درجات التوتر في المنطقة ومن شأنها حرق الأوراق في عدد من الجبهات والميادين التي تتأثر إقليمياً ودولياً بما يحدث في سورية.

الاكيد حتى الساعة ان عمليات نشر الاسلحة تلك تشكل مسألة كاسرة للتوازن القائم في سورية.