لا قيمة لحياة بلا وطن.
ولا قيمة لوطن بلا حرّية.
ولا قيمة لحرّية بلا عدالة.
ولا عدالة بلا حق ولا محاسبة.
12 سنة مرّت على 12 تموز 2005.
12 سنة والعدالة غائبة ومغيّبة.
أليس من حق نائب رئيس حكومة ووزير دفاع، نجا بأعجوبة الهية من تفجير سيارة مفخخة، أن يعرف من حاول اغتياله، ولماذا؟
أليس من حق اللبنانيين أن يعرفوا أين أصبحت التحقيقات في تفجير الياس المر وكوكبة الشهداء، الاموات منهم والاحياء؟
أليس من حق اللبنانيين أن يعرفوا من هو المجرم الذي نفّذ عمليات الاغتيال، ولمصلحة أي مشروع؟
الياس المر يعرف جيداً من فجّره، ولأي سبب، ولو عاد الزمن 12 سنة الى الوراء، لما محا سطراً في كتابه، ولا عدّل حرفاً في خطابه، ولا بدّل فصلاً في قناعته وادائه، ولا ساوم على حق، ولا سكت على ضيم، ولا خضع ولا ركع الاّ لربه.
هذا هو الياس المر، عنيد في ايمانه، صلب في وطنيته، شرس في مواجهة خصومه. قد تتفق أو تختلف معه في السياسة، لكن لا يمكن ان تنكر له نجاحه او شجاعته او ديناميته او انسانيته أو عشقه لبلده.
الياس المر كغالبية اللبنانيين الشرفاء، حلم بوطن سيّد، حرّ، آمن، تسوده العدالة والمساواة. لا مكان فيه للارهاب والارهابيين، ولا سلاح فوق سلاح الجيش، ولا مصلحة تعلو على مصلحة لبنان واللبنانيين، وطن لا تذهب دماء الشهداء فيه هدراً.
الياس المر يجول العالم اليوم على رأس مؤسسة الانتربول ويلتقي رؤساء الدول والحكومات لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لكن قلبه في لبنان وعلى لبنان.
يُفرحه أن يرى اللبنانيين المنتشرين في العالم يبدعون بإنجازاتهم ويرفعون اسم بلادهم، ويؤلمه أن يرى الاهتراء يهيمن على لبنان، والعجز يحول دون بناء الدولة الحديثة وعودة لبنان منارة الشرق.
الياس المر لا يريد العدالة هدفاً للانتقام، بل يريدها درع أمان للبنان في مواجهة الارهاب والاجرام، لأن العدالة اذا ما سقطت سقط الوطن.