IMLebanon

لا تنتخبوا «أجندة دينية»  

في مطلع نيسان من العام 2009 نشرت جريدة الشرق القطريّة حديثاً صحافياً للديكتاتور بشار الأسد وصف فيه حزب الله بدقّة شديدة فقال: «حزب وطني لديه «أجندة دينية» ضمن وطنه اللبناني»!!

 

«أجندة دينيّة» لم يخطأ بشار الأسد عندما وصف أجندة حزب الله، ولكنّ كثيرين ما زالوا يرتكبون أخطاء كبرى نخاف أن تودي بلبنان وهويته العربيّة إلى هاوية سحيقة بسبب إصرارهم على التغاضي عن «أجندة دينية» خطيرة اجتاحت العالم العربي عبر لبنان، وبصدقٍ شديد نقول: الآتي أعظم.

لقد تبلورت اليوم في المنطقة العربية من سوريا إلى البحرين إلى اليمن وانطلاقاً من لبنان هذه «الأجندة الدينيّة» الفارسية لتغيير هويّة المنطقة إلى «الفارسيّة» عبر بوابة التشيّع، وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى «عقيدة» راسخة في كراهية العرب نقتبسها من نصوص هذه «الأجندة الدينيّة»: يعتقد الشيعة أنّ العرب مائلون عن الحق، ليس لهم في الإسلام نصيب، وأن المهدي سيقتلهم عند خروجه، قال المجلسي في بحار الأنوار؛ عن أمير المؤمنين قوله في صحيفة العبيطة، ما ورد على العرب أشد منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة ما لها في دين الله من نصيب. (بحار الأنوار 26/ 37) ومعنى بهرجة؛ «مائلة عن الحق الى الباطل»، وروى المجلسي: «أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم» (بحارالأنوار 52/ 318)، وروى أيضاً: ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح (بحار الأنوار 62/ 249)…

وقال الإحقاقي: «إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران والروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين والمعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة، أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب، وشريعة العرب، فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة، والأراضي العامرة، في الشرق والغرب، وغارات عبّاد الشهوات العطاشى إلى عفّة وناموس الدولتين الملكية والإمبراطورية… [أنظر رسالة الإيمان ص 323 – ميرزا حسن الحائري الإحقاقي – مكتبة الصادق – الكويت]…

لطالما نبهّنا من أنّ الخطأ الأكبر الذي يرتكب بحقّ لبنان هو في التعاطي «السياسي» مع حزب «عقائدي»، يُنفّذ بدقّة شديدة «أجندة دينيّة كسرويّة» في وقت ما زال البعض يدعوه للعودة من سوريا إلى الدّاخل اللبناني، فيما الحزب يُنفّذ أجندة دينيّة «إلهية» فارسية، وهنا نحيل أصحاب هذه الدعوات إلى يوم الجمعة 24 شباط من العام 2012 حيث دعا  أحمد جنتي أحد أبرز مراجع الشيعة المتشددين في إيران الشيعة العرب خلال خطبة الجمعة في طهران إلى ما أسماه «الجهاد» دفاعًا عن نظام بشار الأسد، فقال: «على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا والجهاد إلى جوار النظام السوري حتى لا تقع سوريا بأيدي أعداء آل البيت»!!

سبق وكتبنا عشرات المقالات في هذا الهامش حول العداء الفارسي للعرب، يحتاج كلّ مواطن لبناني وعربي أن يُدرك أبعاد وخطورة تغلغل إيران في النسيج اللبناني والعربي، وعدائها للإسلام و»الأجندة الدينيّة» التي تسعى لتنفيذها في بلاد العرب والمسلمين!

وسبق وكتبنا الكثير عن دور حزب الله ذراع إيران في لبنان والمنطقة، خصوصاً مع انكشاف دوره وأبعاده في سوريا وهي أبعد بكثير من مهمّة الدفاع عن بشّار الأسد، فالحزب يعمل بكل طاقته لتغيير هوية بلاد الشام التاريخية ودولة بني أميّة التاريخية ونشر «التشيّع الفارسي» فيها… وكلّ هذا المخطّط بدأ من لبنان ولن ينتهي إلا فيه.